اجمعوا من تشاؤون من البشر واملؤوا عقولهم بما تريدون، واستغلوا ضعف الجهاز الحكومي وفساده، وسيروا بهم إلى ساحة الإرادة أو غيرها من الساحات، فهذا حق يكفله الدستور الكويتي لكم كما يكفله لغيركم.
ولكن اعلموا أن الناس ملت خطابات التهديد والوعيد وأسطوانة الشعارات الخاوية المشروخة، وسياسة التخوين التي تمارسونها ضد كل من يخالفكم الرأي!
تنادون بالإصلاح السياسي الشامل، وفيكم من يقطع جسد هذا البلد يوميا، ويغرقه في وحل الطائفية، فهل يعقل أن يختطف أحد أبناء الكويت في لبنان، وعوضاً عن العمل على تحريره، تحورون الحادثة إلى سجال طائفي هدفه التكسب السياسي دون أدنى التفات إلى مشاعر أهل ذلك الإنسان البريء!
حتى رغيف الخبز أردتم تحويله إلى صراع سني-شيعي دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه هذا الوطن!
فكيف لعاقل أن يثق بفكرة النظام البرلماني المتكامل والحكومة المنتخبة التي تنادون بتطبيقها، وغالبية أغلبيتكم لم يتركوا بلدا حولنا إلا دسّوا أنوفهم في تفاصيل تفاصيله؟ تارة تنتقدون، وتارة أخرى تشتمون! وفي المقابل، استنفرتم وقامة قائمتكم وطالبتم الحكومة بالرد السريع عند أول انتقاد يوجه إليكم من رئيس شرطة دبي، متناسين أن فيكم من أهان واتهم وخوّن أبناء وطنه لمجرد اختلافهم مع أفكارهم!
ارحموا أنفسكم، بل ارحموا هذا البلد، وكفوا عن محاولة استصغار عقول البشر، فأنتم واهمون في اعتقادكم أن الناس تصدق ادعاءات الإصلاح السياسي ومحاربة قوى الفساد التي تتحيّن الفرصة للانقضاض على الدستور، وباقي الشعارات، خصوصا عند صدورها ممن يريدون الدستور “تفصال” على مقاس أهوائهم، فكل هذه الزوبعة ما هي إلا “لعبة كراسي” وصراع من أجل السلطة والنفوذ، ولا عزاء لهذا البلد.
خربشة:
عفواً “حدس”… أنتم آخر من يتكلم عن الأيديولوجية والولاء للخارج!
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق