خالد الجنفاوي: التشكيك في الوطنية نكران للجميل

“وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا” (النساء 86).
أعتقد أن من يتصنع زوراً وبهتاناً “التشكيك في ولاء بعض مواطنيه” الآخرين ويحاول أن يحرض عليهم أو يؤلب قلوب عامة الناس ضدهم يأتي تصرفاً شخصانياً سيئاً للغاية. فبعض دلائل الاعتراف بجميل الوطن والمجتمع الذي ينتمي إليه الإنسان الحر والكريم وتقدير نعم الأمن والأمان والوحدة الوطنية هي: الحفاظ على أواصر الأسرة الوطنية المتوحدة, والبعد كل البعد عما يثير القلاقل والفتن في المجتمع الوطني. وفي سياقنا الكويتي, من يقدر نعم الأمن والطمأنينة والأخوة والمحبة التي نعيشها ككويتيين هو من لا يخوض مع الخائضين, ومن يحرص كل الحرص على عدم “التشكيك في ولاء أبناء وطنه” بسبب اختلافهم العرقي أو الديني أو المذهبي أو الثقافي. فالتشكيك والتحريض ضد أبناء وبنات الوطن الآخرين فيه “نكران للجميل” وجحد لمبادئ التآلف والتعاضد الوطني الكويتي.
على سبيل المثال, من يحاول التشكيك في وطنية أحد أبناء وطنه يهدم أسس المحبة والتعاضد والترابط الاجتماعي الخاص بين أعضاء المجتمع المتوحد. فأهل المروءة والكرامة ينؤون بأنفسهم عن تجشم القيل والقال, ويبتعدون تلقائياً عن التحريض ضد الولاء الوطني لمن يعارضونهم في الرأي. فمهما اختلف أبناء الوطن الواحد حول طرق معالجة تحدياتهم المشتركة, ولكن يستمر انتماؤهم لوطنهم ولمجتمعهم بعيداً عن المهاترات الانتخابية والسعي وراء المصالح الشخصية الضيقة.
إضافة إلى ذلك, “الأحرار” قولاً وفعلاً هم من يستمرون يحررون أنفسهم من سوء النية وسوء الظن ومن الأحكام المسبقة, وبخاصة تجاه أبناء وطنهم والذين ربما يعتنقون آراءً مختلفة أو يتخذون مواقف معارضة. فالحر فعلاً والإنسان الوطني قولاً وفعلاً هو من يستمر في تذكر “جميل” وطنه عليه وهو ذلك البلد الطيب الذي آواه ورعاه وتوفرت فيه المعيشة الكريمة والمطمئنة. ومن يرغب في الوفاء لوطنه ولمجتمعه هو من سيبتعد كل البعد عن التشكيك في وطنية أفراد آخرين أحرار مثله يتمتعون بالحقوق المدنية نفسها ويحملون على أكتافهم الواجبات والمسؤوليات الوطنية ذاتها.
كويتنا وطننا جميعنا من دون استثناء. والمواطن الكويتي الحق والذي يريد مكافأة وطنه ويظهر إخلاصه ووفاءه له هو من سيحرص على تقوية علاقات المحبة والتعاضد مع مواطنيه الآخرين. فان وفاءنا كمواطنين لمجتمعنا ولتراثنا المعنوي المشترك وتقديرنا لنعم الأمن والأمان والوحدة الوطنية الكويتية الأصيلة يبدأ من القول الحسن, وجزاء الإحسان بمزيد من الإحسان.
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.