نرمين الحوطي: الى متى

قبل السؤال والجواب وجب علينا أن نذكر المادة (157) من دستور الكويت والتي تنص: «السلام هدف الدولة، وسلامة الوطن أمانة في عنق كل مواطن، وهي جزء من سلامة الوطن العربي الكبير».
تلك المادة لم ترد فقط في الدستور الكويتي بل إذا قمنا بالاطلاع على دساتير الدول العربية فسنجد ذكرها في أغلبيتها، ولكن السؤال لا ينفرد على مجتمعنا بل على المجتمع العربي ككل: كيف نطلب السلام والأمان من الفرد لوطنه وهو لا يشعر بالأمان والسلام؟ فهل فاقد الشيء يعطيه؟

من هنا تبدأ قضيتنا وهي الشعور بالأمن وسلامة المواطن فكيف نشعر بهما وشبح الموت والخوف والرعب تلوح عباءته على الأمة العربية؟ ان السلام والأمان لابد أن يأتيان من تكوين النفس البشرية، فكيف نريد أن نقوم على تكوين النفس البشرية على الأمن والسلام ولغة التحاور أصبحت بالقتل والتهديد والوعيد؟ هذه قضيتنا وذلك هو ملفنا الذي إلى الآن لم تفتح طيات أوراقه ولم يبت في سطوره مع العلم بأن كلماته لم تكن وليدة اليوم بل هي وليدة الأمس فإلى متى ننتظر الغد؟

بالأمس البعيد عندما كانت لغة تحاورنا تسبب بعض المشادات كان المجتمع يستنكر تلك اللغة أما اليوم فقد أصبحت اللغة الدارجة ليست فقط بين الأفراد بل للأسف أصبحت على مستوى السياسات بالوعيد والتهديد بل قد تصل إلى التهديد بالسلاح، واليوم أصبح أغلبية مجتمعنا يمتلك «السلاح «، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل العنف والسلاح أصبحا لغة الأمن والسلام لمجتمعاتنا؟

بالأمس كانت الخيوط بين أيادينا ولكن اليوم من الصعب أن نقوم بتجميع تلك الخيوط والسبب «إلى متى»؟ نعم إلى متى نضع قضيتنا على الطاولة دون بحثها ووضع الحلول الجذرية لها؟ إلى متى لا توجد عقوبة صارمة ضد حمل السلاح واستخدامه بالطرق الخاطئة؟ إلى متى تباع الأسلحة دون حسيب ولا رقيب؟ إلى متى يموت أولادنا ويخطف رجالنا وتبكي أمهاتنا دون عقاب؟ إلى متى العين بالعين والسن بالسن؟ إلى متى لا نطبق المادة 157؟

٭ كلمة وما تنرد: أمن الأوطان من أمن الشعوب، فإذا بنيت الشعوب من أفراد يتحاورون بلغة السلاح والتهديد والوعيد، فكيف نريد من الشعوب حماية الأوطان وسلامتها وهم يعيشون بمبادئ الغابة؟!

atach_hoti@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.