اختطاف المواطن عصام الحوطي كان عملا عاديا، ليس بمعنى انه مبرر او روتيني، ولكن بحكم انه عمل اجرامي عادي تعرض له المواطن الكويتي مثل ما قد يتعرض له اي انسان في ظروف لبنان المشابهة. من البداية كان واضحا ان الحكومة اللبنانية ليست مسؤولة، وان الاحزاب او الجماعات اللبنانية الفاعلة ليس لها علاقة بالامر، خصوصا «حزب الله». لكن نواب المقاطعة هنا من رئيس السن الشيخ خالد سلطان الى الامام المدلل وليد الطبطبائي، اصروا على تسييس القضية وعلى استثمارات تداعياتها واسقاط كل ذلك على معارضيهم، او في واقع الامر من يعتقدون او يتهمونهم بمعاداتهم والاختلاف معهم.
الزميل غانم النجار، الخبير في مثل هذه الامور، حذر بشكل عام على تويتر من «تسييس» الامر. بل كان الزميل سباقا الى الاشارة الى ان موقع الاختطاف وظروفه تؤكد ان دوافعه وادواته اجرامية بهدف التكسب المادي فقط. وتمنى مخلصا ان يبتعد غير المعنيين عن الاثارة وعن استثمار القضية وفقا لاهداف ومصالح شخصية، حرصا على مصلحة الضحية. لكن مع الاسف «بوطبيع ما يخلي طبعه» ومن تعود على ادانة الحكومة او نواب مجلس 2009 من دون ادانة او دليل، ومن اعترض على الاحكام القضائية في ساحة العدل ويوم امس في ساحة الارادة، أصرّ على ادانة «حزب الله» وتحميله المسؤولية، لا لشيء الا من اجل استثمار ذلك في الطعن وحتى النيل من وطنية وولاء من يختلف معهم من مواطنين هنا، بعيدين عن الخطف ولا تربطهم اصلا علاقة بحزب الله او غيره.
الان وبعد ان ثبت، حسب تأكيدات وزارة الخارجية وسفيرنا في بيروت، ان الاختطاف كان اجراميا وفرديا صرفا. ليس له علاقة لا بحزب الله ولا حتى بلبنان، فهل سيعتذر من تهجم على الدولة والحكومة هناك، ومن مضى الى ابعد من ذلك فطالب بمعاقبة الابرياء من اللبنانيين المقيمين في هذا البلد. وقبلها هل يستغفرون الله ـــ وهم مدعو التقوى والايمان ـــ عن الظن الاثم والنبأ الفاسق الذي حاولوا من خلالهما اذية بعض المواطنين الشرفاء الابرياء؟! طبعا نحن لا نتوقع ايا من هذا، فكما قلنا «بوطبيع ما يغير طبعه»، الطعن في الاخرين والتصيد في الماء العكر هما ضعف اساسي وعام، يسري في عروق جماعة المقاطعة ودمائهم بحكم ان لا هدف ولا قضية لديهم. لهذا فان اتهاماتهم ستستمر، والتعيش على آلام وهفوات الغير ستبقى ديدنهم وموجههم، فهم لا غاية لديهم يسعون لها، ولا اهداف واضحة ينشغلون بها. لهذا فإن مسلسل الاتهامات وادانة الابرياء سيبقى مستمرا ما دام هناك مع الاسف من يطبل ويصفق للكذب والبهتان والخواء.
في النهاية نشيد بدور الاجهزة الرسمية، وقبل ذلك العناية السامية التي أدت الى الافراج عن المواطن المختطف بشكل قياسي. واذا كان هذا يعود الى طيبة وسلامة نية الاخوة في لبنان، فإنه بالاساس يعود الى السياسة والدبلوماسية الكويتية… لهذا نتمنى على مؤزمي الداخل عدم التدخل في هذه السياسة وترك الجهات المعنية تحددها وتنفذ اولوياتها وتوفر متطلباتها.. وكفاية عليهم العبث والتأزيم اللذان يمارسونهما في الداخل.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق