“يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النور 24 ).
أعتقد أن من يؤجج للفتنة عبر “تغريدات التويتر” وبخاصة عبر “الحسابات الوهمية” شخص سيئ النية وعديم الضمير ولا يستطيع المواجهة. فمن يتعمد بث الفرقة والتشتت والمماحكات في النسيج الاجتماعي المتماسك يأتي بتصرف سيئ للغاية يدفعه غيه وطيشه وأجندته التدميرية. فتويتر الفتنة وبخاصة تلك التغريدات الشيطانية التي تتقول على أشخاص بذاتهم وتلفق التهم ضد الأبرياء وتبث الاشاعات المغرضة تصدر من أدمغة خربة وقلوب سوداء ملأها الحقد والكراهية ضد تآلف مجتمعنا وتعاضدنا التاريخي والمعنوي ككويتيين. بل إن “الأفَّاك الاكتروني” لا يمتلك الشجاعة لإبداء رأيه عبر إظهار هويته الحقيقية, مع أن لدينا في الكويت حرية رأي وتعبير مناسبة تتيح المجال لتبادل الآراء الديمقراطية المختلفة. ولكن “تويتر الفتنة” وتغريداته الشيطانية كأرنب مفترس مسخ يحاول أكل اللحم وهو أرنب!
ثمة تغريدات أرنبية- إذا أردتم- تحاول بث الفتنة في مجتمعنا المتوحد, ولا يمكن إطلاقاً أن تصدر من مواطن كويتي ولد وعاش وتربى ونشأ على هذه الأرض الطاهرة. فما هو متعارف عليه في مجتمعنا غلبة ثقافة التسامح وحرية تبادل الآراء بين عامة الناس من دون حاجة أحدهم لانتهاك مبادئنا وثوابتنا الوطنية. بل يتميز الذهن الكويتي الأصيل بقدرته على إبداء رأيه حول أي من قضايانا المحلية من دون الحاجة لإخفاء الهوية الشخصية. فنحن قوم تعودنا على الشورى وعلى الشفافية وعلى النقاشات الأخوية وعلى قبول مختلف الآراء ما دامت تصدر من عقل ولسان كويتي خالص. بل من يُلقي نظرة سريعة على ما ينشر من تغريدات ناقدة يلاحظ جرأة الطرح بشفافية تامة, من المفروض أن تستمر تحكمها عقلانية القول والحفاظ على قداسة ثوابتنا الوطنية المشتركة.
ومن المفروض أيضاً ألا يعير العقلاء والحكماء والمواطنون الصالحون في مجتمعنا أهمية لما تتداوله التغريدات المفبركة. فهدف هذا النوع من النفر بث الكراهية والحقد المتبادل والفتنة بين عامة الناس. والعقلاء والحكماء يدركون تماماً عواقب التصديق المتسرع للقيل والقال وشزر القول وتلفيق التهم ضد الأبرياء. فالإنسان الوطني فعلاً هو من يضع الكويت دائماً نصب عينيه ويحضنها في قلبه. ويحرص كل الحرص على عدم الخوض مع الخائضين وعدم تصديق بعض ما يتم بثه في هذا الأثير الالكتروني الفوضوي. فلعل وعسى.
khaledaljenfawi@yahoo.com
* كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق