«أحال وزير البلدية عبدالعزيز الإبراهيم خلال جولته الميدانية المفاجئة في مسلخ حولي عدداً من مسؤولي المسلخ إلى التحقيق، لعدم وجودهم على رأس عملهم». (كونا 2012/8/21).
يعطيه العافية معالي الوزير على جهوده، فإن مثل هذه الزيارات للمواقع المختلفة ستنعكس بالتأكيد على أداء البلدية، وإن كنا نتمنى الزيارة فعلاً مفاجئة ومتكررة ومن دون صحبة الإعلام.
يا ترى هل دور الوزير – أي وزير – أن يتابع دوام الموظفين والتزامهم في مختلف مواقع العمل؟ هل المطلوب من كل وزير أن يقوم بنفسه بزيارة المحافظات والمباني والمقار الخارجية ليتابع حضور الموظفين والتزامهم بواجباتهم الوظيفية؟ لا شك عندي في أن هذا ليس دور الوزير ولا مطلوباً منه، وليس من مهامه، خصوصاً مثل وزير البلدية الذي سبق له بداية تعيينه أن اعتذر عن تخصيص موعد دوري لمقابلة أعضاء المجلس البلدي، وهم ممثلو الشعب، لمناقشته في أعمال المجلس والبلدية، في حين أنه وجد وقتاً أكثر من مرة لزيارة المسالخ في الشويخ وفي حولي، وهنا أتساءل: أيهما أهم للوطن والمواطن؟ وأين ترتيب الأولويات في البلدية والبلدي؟
مرة أخرى، هل الوزير مسؤول عن متابعة دوام الموظفين؟ أين المدير العام مثلاً؟ أين نواب المدير لشؤون المحافظات؟ أين رؤساء الفروع ومساعدوهم؟ أين الـ 17 ألف موظف في البلدية الذين لا يعرف نصفهم أحد في الكويت، والنصف الآخر لا يعرفون مواقع عملهم؟
النظرة الحكومية للوظيفة أنها ساعة حضور وساعة انصراف، والموظف يفعل بينهما ما يشاء: ينام، ياكل، يطلع، يروح البورصة يقدم محاضرات في التطبيقي، يقعد في محله في حولي يتريق بالأفنيوز، كل هذا لا يهم، المهم أن يتواجد {إبهام الموظف} الساعة 7.30 ومرة أخرى 1.45، وأما ماذا فعل وماذا أنجز وماذا قدم للوظيفة وللناس، فكل هذا لا يهم، ولذلك تفتقد المؤسسات الحكومية الإنجاز الحقيقي والتطوير إلا ما ندر، لأن الراتب والمكافأة والتقييم تصرف على حضور النائم، وليس على إنجاز الصاحي.
أتمنى أن يبادر ديوان الخدمة المدنية إلى إعادة تقييم الوظائف فعلاً، وإعادة النظر في موضوع الحضور والانصراف في المؤسسات الحكومية بشكل إبداعي، يقدر الإنجاز والعمل لا التواجد الشكلي الكذب، وشكراً لوزير البلدية على جولاته، لكن صدقني – معالي الوزير – تكرار زياراتك يعني أن المشكلة ليست في الموظفين، وإنما في مسؤوليهم، وعليك الباجي والله الموفق.
الحمدلله وحده،،،
وليد عبدالله الغانم
Waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق