المرشح في الكويت حين يفوز بالانتخابات العامة يصبح عضواً في مجلس الأمة، ويكون ملزماً حسب الدستور الذي يقسم عليه بأن يمثل الأمة كلها، أي كل الكويتيين بمختلف دياناتهم ومذاهبهم وأفكارهم.
وهنا نتساءل: كيف يحق لبعض الأعضاء الذين يصنفون أنفسهم بأنهم «إسلاميون» – أي متدينون – أن ينكثوا في قسمهم هذا؟!
فالمادة 108 من الدستور تنص على أن «عضو المجلس يمثل الأمة بأسرها..» ويقوم العضو بأداء القسم قبل مباشرته أي عمل تشريعي، حيث تنص المادة 91 «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة..».
وهنا يأتي السؤال: كيف يتجرأ بعض هؤلاء النواب على الحنث بقسمهم حين يهاجمون بعض أهل الكويت؟!
والجواب: 1 – إما أن يكونوا غير متدينين وغير صادقين في سلوكهم الإيماني واتخذوا التدين وسيلة تكسب للوصول إلى كرسي البرلمان.
2 – وإما أنهم غير جادين في قسمهم هذا مع أن المشرّع اشترط أن يكون القسم علنياً تسمعه الأمة كلها، لتكون شاهدة على هذا النائب، حين يقسم أو حين يخل بهذا القسم.
3 -وإما أنه لا يفهم معنى القسم والربط بينه وبين الواجب الشرعي أو الواجب الأخلاقي الذي يجعله ملتزماً أمام الأمة بالحفاظ على وحدتها ومصالحها والدفاع عن كل فئاتها.
4 – وإما ان البعض أعمتهم العصبية «البغيضة»، فهم لا يرون أهمية للحفاظ على قسمهم، إذا واتتهم الفرصة للهجوم على بعض أهل الكويت، لأن ذلك سيحقق لهم مكاسب انتخابية لا يمكن أن يحصلوا عليها، لو سلكوا الطريق الصحيح.
5 – واما لفقدان هؤلاء روح الوطنية التي يجب أن يتحلى بها ممثل الأمة، خصوصاً اعتبار الأمة كلها واحدة، فالنائب المسلم يجب أن يكون ممثلاً للمواطن المسيحي يدافع عنه ويحمي عقيدته وحقه في العبادة ويرعى مصالحه، وهذا الأمر لا يناله إلا نواب يفهمون البعد الوطني جيداً، ويتعايشون مع البعد الإنساني بشكل عام.
وبالنظرة نفسها، يجب على نواب الطوائف احترام مواطنيهم، بل والدفاع عنهم.
بعد ذلك كله، حين نستعرض نواب مجلس الأمة يمكن أن تصنفهم إلى أصناف، ويكون احترامهم وفقاً لاحترامهم لقسمهم مع الله سبحانه، لأنهم إذا حنثوا في القسم مع رب العالمين، فلن يكون لهم احترام مع العالمين!
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق