خارطة تحالفات جديدة في المجلس
خلاف السلف والإخوان رأس جبل الجليد فالتياران يعيشان فوق برميل بارود
الحربش: تعريض هايف بمخالفيه من الإسلاميين خطير.. لكن الأخطر اختزال الشريعة بفهمه لها
العجمي لـ”السياسة”: خلاف الحربش وهايف ليس شخصيا وسيزيد الكتلة قوة وتماسكا
كتلة العدالة ترد على ملتقى النهضة: حل جمعية الخريجين ومساءلة الحمود والرجيب
الملا: “أبو فهد” له أتباع لا يرفضون له طلبا حتى لو أمرهم بنزع ثيابهم النظيفة ولبس المتسخة!
كتب – عايد العنزي وناصر قديح:
لم يكن الخلاف الذي طفا على السطح خلال اليومين الماضيين بشأن ملتقى النهضة للشباب بين الفرقاء داخل تكتل الأغلبية البرلمانية سوى رأس جبل الجليد, إذ بدا أمس أن التكتل يعيش فوق برميل بارود من الخلافات الفكرية والعقائدية والسياسية وأن ما يفرق أعضاءه أكثر مما يجمعهم خصوصا تياري السلف والاخوان المسلمين اللذين أعادت الأزمة الأخيرة صراعاتهما القديمة إلى الأذهان وسط توقعات بأن تتجاوز الأمور حد انفراط عقد الأغلبية بعد التراشق السياسي والاعلامي بين الفريقين, فيما اعتبرت استضافة جمعية الخريجين ذات التاريخ الليبرالي العريق الملتقى مؤشرا عميق الدلالة على “غزل ليبرالي- اخواني” ربما يؤسس لتقارب من نوع ما مستقبلا يعيد بناء هندسة جديدة للتحالفات داخل مجلس الأمة, لا سيما في ظل الخسارة الكبيرة التي مني بها التيار الليبرالي في الانتخابات الأخيرة وتراجع تمثيله في البرلمان وبحثه تاليا عن موطىء قدم.
في هذا السياق أكدت مصادر نيابية أن الملتقى كشف عن حجم وطبيعة الخلاف بين السلف والاخوان المسلمين وأثبت عمليا أن أي تحالف بينهما محكوم عليه بالفشل ولن يصمد طويلا بسبب العداء المزمن والممتد بين الجانبين. وقالت: إن “الحرب بين الاخوان والسلف بدأت فعليا, وملتقى النهضة لم يكن سوى شرارة أظهرت حقيقة المشاعر الدفينة التي يبطنها كل طرف للآخر في الوقت الذي كادت الاجتماعات المشتركة أن تعطي انطباعا “خاطئا وغير دقيق”عن نجاحهما في طي صفحة الماضي.
وأشارت إلى أن الحرب ستكون انعكاساتها السلبية شديدة على الأغلبية وستفكك هذا التحالف الهش الذي بدا واهنا كبيوت العنكبوت إذ تداعى للانهيار عند اول اختبار.
ورأت المصادر أن التطور الأخير يعجل بخطوة ضم النواب: أسامة الشاهين ومحمد الدلال وحمد المطر إلى كتلة التنمية والاصلاح بحكم كونها قاعدة لجماعة الاخوان المسلمين ولحركة “حدس”, لا سيما بعد تأسيس كتلة العدالة في ظل حالة الاستقطاب داخل تكتل الأغلبية إلى كتل صغيرة.
في غضون ذلك شن عضو جماعة الاخوان المسلمين وكتلة التنمية والاصلاح النائب جمعان الحربش هجوما عنيفا على رئيس تجمع ثوابت الأمة رئيس كتلة العدالة النائب محمد هايف, وقال: إن “تعريض هايف بمخالفيه من الاسلاميين واتهامهم بالمجاملة على حساب الشريعة خطير, لكن الأخطر اختزال الشريعة بفهمه لها”.
وفي رد عملي على انعقاد مؤتمر النهضة في رحاب جمعية الخريجين قالت مصادر برلمانية: إن كتلة العدالة تتجه إلى مطالبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل “بحل مجلس ادارة جمعية الخريجين لأنها تجاوزت صلاحياتها بتحديها قرارا حكوميا صادرا من وزارة الداخلية”. وكشفت عن أن الكتلة سترد على خطوة عقد الملتقى بثلاثة اجراءات, هي: الدفع باتجاه حل جمعية الخريجين وممارسة الضغوط الممكنة لتحقيق ذلك, توجيه أسئلة برلمانية إلى وزيري الداخلية الشيخ أحمد الحمود والشؤون الاجتماعية والعمل أحمد الرجيب يمكن أن تنتهي بمساءلة أحدهما والأرجح أن يكون الأخير.
من جهته استبعد النائب عمار العجمي أن ينعكس خلاف النائبين الحربش وهايف على أداء تكتل الأغلبية, معتبرا ما جرى “مجرد اختلاف في وجهات النظر وليس خلافا شخصيا وتاليا فانه لن يفسد للود قضية”.
وقال العجمي ل¯ “السياسة”: “لا اعتقد أن هايف والحربش حديثي عهد باللعبة السياسية, وما جرى كان نتاج سوء فهم وتقدير لبعض الامور وانتهى, وكليهما يضرب بهما المثل في الالتزام الصحيح”, مشيرا الى أن “محاولات الصيد في الماء العكر وتأجيج الخلاف من قبل البعض ستزيد التكتل قوة وتماسكا”.
وفي موازاة ذلك شن النائب السابق صالح الملا هجوما على أحد الاعضاء في مجلس الأمة ¯ رجحت مصادر أن يكون النائب عبد الرحمن العنجري ¯ وقال في تصريح صحافي أمس: إن جمعية الخريجين ومن حضر ملتقى “النهضة” تجاوزوا عجز السلطة وتحدوا طغيان التزمت , لافتا إلى أن “الكويت كانت ولا تزال وستظل دولة مدنية وملجأ آمنا لك فكر حر”.
وأضاف “مع اختلافي الشديد مع بو فهد ¯ في إشارة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط والتنمية السابق الشيخ أحمد الفهد ¯ لكنني اعترف بأن لديه أتباعا لا يرفضون له طلبا حتى لو أمرهم بنزع ثيابهم النظيفة ولبس أخرى متسخة وخير دليل على ذلك نائب كتلة العمل الوطني سابقا”.
مصادر نيابية قالت: إن “النائب المقصود في تصريح الملا هو عبد الرحمن العنجري, الذي دأب على الهجوم على التيار الليبرالي لأنه يعتقد أنه تخلى عنه في المعركة الانتخابية الأخيرة في حين يرى أن القبائل هي من أوصلته الى البرلمان”, موضحة أن هناك استياء داخل صفوف وقواعد الليبراليين من العنجري الذي يتهم بأنه “غير جلده” ولا سيما أنه كان أمينا عاما للتحالف الوطني الديمقراطي.
وأضافت: إن هجوم الملا على العنجري يعكس غضبا ليبراليا منه, لافتة إلى أنه نسي أن حليفه اليوم ¯ مسلم البراك ¯ هو نفسه الذي قال له ذات يوم أنه “قص شاربه في شرم الشيخ” !
وبينما التزم النائب وليد الطبطبائي الصمت حيال خلافات الاسلاميين الأخيرة فضل التصويب على العراق وحكومته. وقال في تغريدة له على “تويتر” أول من أمس: إن “مصادر رسمية مطلعة أبلغته بأن قوات ايرانية سيطرت على مطار بغداد وتسلمت مسؤوليته قبل القمة العربية المرتقبة خلال أيام”, لافتا الى أنه “جرى اخراج كل الضباط العراقيين من المطار ليتولى المهمة بالكامل مسؤولون ايرانيون”.
قم بكتابة اول تعليق