يروي التاريخ ان اكبر الاضرار التي اصابت الاسلام في ايامه الأولى اتت من الخوارج ممن رفعوا شعارا جميلا خدعوا به المؤمنين والشباب الغر الميامين وسفكوا به دماء المسلمين هو (ان الحكم إلا لله) وقد اجابهم الإمام النقي التقي علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بمقولة صالحة لكل زمان ومكان هي «ان تلك كلمة حق يراد بها باطل»، موضحا ان القرآن كلام مسطور بين دفتي المصاحف لا ينطق بذاته بل ينطق به الرجال ممن تختلف اهدافهم وأهواؤهم ومشاربهم.
***
ومن خوارج الدين الى خوارج السياسة ممن رفعوا هذه الأيام شعار «الشعب مصدر السلطات» ليخدعوا به المؤمنين والشباب الغر الميامين ويسفكوا من خلال فتنتهم الكبرى الجديدة دماء المسلمين الكويتيين، ومرة اخرى نرقب كلمات حق اريد بها باطل فالدستور لا ينطق بذاته بل ينطق به رجال تختلف أهدافهم وأهواؤهم ومشاربهم والأمة مصدر السلطات لا تحكم بذاتها فتجتمع الملايين في الميادين ليقرروا بهذا الأمر أو ذاك بل يمثل الأمة رجال ارتضيناهم منذ قرون ولن نبدلهم بالطامعين والمخادعين.
***
و«الشعب مصدر السلطات» نص موجود في كل دساتير العالم ولا يعني شيئا بذاته او نمطا معينا للحكم حيث ان لكل دولة نظاما خاصا بها، وما هو موجود في الكويت ضمن نظامنا السياسي الحالي يعكس تماما تلك المقولة الخالدة ولا نحتاج الى قميص عثمان جديد يرفعه اصحاب الاجندات الخارجية والمطامع الشخصية ليسفكوا الدم الحرام تحت راياته الكاذبة.. وفتنة كبرى واحدة تكفي.
***
آخر محطة: تعميما للفائدة نقتبس بتصرف من جريدة «القبس» مقاطع من مقال الطيار جاسم فيصل القصبي نشر يوم الجمعة الماضي أتت ضمنه تساؤلات لجماعة نهج منها: هل من حماية الدستور وصيانته ان نسعى الى تغييره خارج قاعة عبدالله السالم عبر تحريك الشارع؟! ذكرتم ان تعديل الدوائر خارج المجلس يعد انقلابا على الدستور ولكنكم في الوقت ذاته تدعون لتغيير طريقة الحكم عن طريق الشارع وخارج المجلس ألا يعد ذلك انقلابا حقيقيا على الدستور؟! وأيهم اشد اثرا وخطرا على البلاد تغيير الدوائر ام تغيير طريقة الحكم؟ ما دليلكم على ان اغلبية الشعب الكويتي تريد تغيير طريقة الحكم؟ ولماذا تحاولون ان تفرضوا نهجكم فرضا (الفرض يعني الديكتاتورية)؟ اين دليلكم على ان شبابكم يمثلون «كل او أغلبية» شباب الكويت؟ ولماذا لا يفسح للشباب فرصة دخول المجلس وفيكم من كان في المجلس قبل ان يولد هؤلاء الشباب؟! وختم الكابتن مقاله القيم بسؤال مهم هو هل سأجد منكم إجابة شافية؟ أعتقد أن الإجابة الوحيدة التي اعتدناها من الحبر الأعظم وكهنة المعبد هي الشتم والتخوين وتلك قمة الديموقراطية وحرية الرأي بنظرهم.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق