اعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن عقد اجتماع للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية يوم الاربعاء المقبل في القاهرة حيث ستسلم دولة الكويت خلاله رئاسة الدورة الحالية الى لبنان وسيسبقه اجتماعا للجنة الوزارية المعنية بشأن سوريا معربا عن امله ان يتم التوصل في هذا الاجتماع الى تحقيق امال وتطلعات الشعب السوري.
وقال الشيخ صباح الخالد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيله الذي يزور البلاد حاليا انه بحث مع الوزير الالماني عدة مواضيع من ابرزها الاوضاع في سوريا مشيرا الى ان المانيا تترأس حاليا مجلس الامن الدولي.
وردا على سؤال بشأن اتهام النظام السوري لدول الخليج العربي باراقة الدماء في سوريا قال الشيخ صباح الخالد ان “الحقائق التي يعرفها الجميع والتي هي موجودة على الارض تشير الى مسؤولية النظام عن ازهاق هذه الارواح وسفك هذه الدماء والحقائق تشير ايضا الى ان من يمتلك طائرات حربية ومدفعية وصواريخ هو النظام السوري”.
واضاف “نحن في الكويت ناشدنا منذ اكثر من سنة النظام السوري ان يبتعد عن الحل الامني ويتجه الى الحل السياسي لتحقيق رغبات الشعب السوري في رسم مستقبله”.
وردا على سؤال عما اذا تم بحث العلاقات الكويتية – الايرانية واسباب التأجيل المتكرر لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية – الايرانية مع وزير الخارجية الايراني مؤخرا اكد الشيخ صباح الخالد انه التقى بوزير الخارجية الايراني الدكتور علي اكبر صالحي في طهران مؤخرا على هامش قمة دول حركة عدم الانحياز مثلما التقى بالعديد من وزراء الخارجية المشاركين في القمة بهدف “التواصل مع كافة الاطراف وان تكون القناة مفتوحة مع كل الاطراف لمعرفة وجهات نظرهم فيما يتعلق بسوريا وايضا كانت هناك فرصة لمناقشة القضايا الثنائية التي تهم البلدين”.
واضاف “كان في السابق هناك اتفاق على عقد اجتماعات للجنة العليا المشتركة الكويتية – الايرانية ولكن لظروف خاصة في كلا البلدين تم تأجيل هذه الاجتماعات لأكثر من مرة ولكن ان شاءالله سوف نقترح مواعيد جديدة لعقد اجتماع للجنة قريبا”.
وحول لقائه بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على هامش قمة حركة عدم الانحياز اعتبر الشيخ صباح الخالد هذا اللقاء بانه “استمرار لاتصالاتنا ولقاءاتنا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الكويت والعراق”.
وحول الملف النووي الايراني قال الشيخ صباح الخالد “المنطقة شهدت عبر العقود الماضية عدم استقرار وبالتالي نحن في هذه المنطقة .. اصدقائنا في اوروبا والمجتمع الدولي يدعون الى ايجاد حل سلمي لهذا الملف” مشيرا الى ان مباحثاته مع الوزير الالماني “تطرقت الى محطة بوشهر النووية التي تبعد 120 كيلو عن الكويت وهي مصدر قلق حقيقي بالنسبة للكويت”.
واضاف “وبالتالي نحن دائما نحث الجمهورية الاسلامية الايرانية على مسؤوليتها في ازالة جميع الشكوك الواردة في تقارير منظمة الوكالة الدولية واقناع العالم في برنامجها النووي السلمي وبالتالي نحن على اتصال في كل المناسبات مع الجانب الايراني حول هذا الموضوع”.
وحول العلاقات الكويتية – الالمانية اعتبر الشيخ صباح الخالد هذه العلاقات بانها “تاريخية” كونها تعود الى العام 1964 مؤكدا ان هذه العلاقات اثبتت صلابتها وتقاربها على مدى السنوات الماضية مشيرا الى الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى المانيا في شهر فبراير عام 2010 .
واستذكر الشيخ صباح الخالد موقف المانيا الداعم للحق الكويتي ابان فترة احتلال نظام صدام حسين للكويت عام 1990 معربا عن تقديره العميق وامتنانه لهذا الموقف.
كما اعرب عن تقدير دولة الكويت للدور الهام والمسؤول الذي تقوم به المانيا خلال فترة عضويتها في مجلس الامن وتعاملها مع القضايا الدولية والاقليمية علاوة على المسائل “ذات الاهمية لدولة الكويت”.
من جهته دعا وزير الخارجية الالماني جويدو فيسترفيله الى ضرورة انهاء العنف في سوريا مشددا على ان سوريا بحاجة الى حل سياسي وهو “يعني بدء انطلاقة سلمية ديمقراطية لا يمكن تحقيقها مع الرئيس بشار الاسد”.
وطالب فيسترفيله في المؤتمر الصحافي المشترك المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح ومشترك وان يتم دعم هذا الموقف مضيفا “نحن قررنا فرض عقوبات على النظام في سوريا لاننا على قناعة بضرورة زيادة الضغط على النظام السوري ومن الافضل استصدار قرار من مجلس الامن الدولي بهذا الخصوص .. لذا نحن لن نألو جهدا لانهاء العنف في سوريا”.
وعما اذا كان متفائلا بمهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الجديد الاخضر الابراهيمي الى سوريا اكد الوزير الالماني ان الابراهيمي سوف يحصل على كل الدعم من المانيا واصفا الاوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري واللاجئون السوريون بانها “صعبة للغاية” لذا ستواصل المانيا تقديم الدعم لهؤلاء اللاجئين وقد قدمت المانيا مساعدة قيمتها 22 مليون يورو للشعب السوري.
وشدد على “ضرورة تجنب انتقال الازمة الى دول الجوار وضرورة مواصلة العمل للوصول الى حل سلمي عن طريق الامم المتحدة .. ولن تتوقف محادثاتنا مع موسكو وبكين من اجل تغيير موقفهما”.
وعن اسباب عدم اعتراف المانيا والاتحاد الاوروبي وحلف الناتو بالمجلس الوطني السوري في حين سبق لهؤلاء الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي قال الوزير الالماني “انا لا احبذ المقارنة بين سوريا وليبيا لان الوضع مختلف تماما .. الوضع في سورية معقد تماما .. وفيما يتعلق بنوعية وتقنية اسلحة النظام السوري لابد من النظر في المواضيع بنظرة كلية ولا يمكن المقارنة بين الحالتين بسهولة .. ألمانيا استضافت الاسبوع الماضي اجتماعا حضره حوالي 45 ممثلا للمعارضة السورية واتفقوا على وضع برنامج مشترك ونحن نولي هذا الموضوع اهمية خاصة حتى تتمكن المعارضة السورية من توحيد صفوفها من اجل حل بديل وانطلاقة ديمقراطية تعددية”.
واوضح “اؤكد لكم اننا ننظر بقلق الى بعض الصعوبات والمخاطر التي تواجهها منطقة الخليج .. ناقشنا البرنامج النووي الايراني ونتفق مع دول الخليج على اهمية تحقيق حل سلمي للنزاع حول البرنامج النووي الايراني ولذلك نطالب ايران بتحقيق الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها النووي وعدم الرهان على عامل الوقت”.
وردا على سؤال حول رأيه بالخطوة الايرانية الاخيرة في قمة عدم الانحياز ودعوة السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة المنشآت النووية قال الوزير الالماني “لا نزال نمد ايدينا الى ايران .. نريد حلا سياسيا ودبلوماسيا للمسألة وذلك يعني ان الكلام لا يكفي والافعال هي المهم .. ان لايران الحق في استخدام الطاقة الذرية سلميا ولكن على ايران ايضا ان تتحلى بالشفافية لاثبات الطابع السلمي لهذا البرنامج النووي .. حتى الان فان المباحثات التي اجريناها لم تكن كافية ونحن نناشد ايران ان تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الى كافة المنشآت النووية حتى تتحقق هذه الشفافية المنصوص عليها في القانون الدولي”.
وحول العلاقات الكويتية – الالمانية اعتبر فيسترفيله الكويت بانها “شريك هام وصديق عزيز” لالمانيا مؤكدا وجود تاريخ “طويل” لعلاقات البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والكهربائية والمواصلات والبنى التحتية والتعليم.
واضاف “تتعاون المانيا في المجال السياسي مع الكويت بشكل وثيق ونريد ان نعمق هذا الحوار السياسي فيما بيننا اما في المجال الاقتصادي فالكويت تحظى بنمو اقتصادي ديناميكي وهذا يتيح فرصة للتعاون فيما بيننا في مشاريع متنوعة”.
وتابع “في المجال الاستثماري نحن على علم بان الكويت مستثمر محوري على صعيد دولي ونعلم ان الكويت تراقب التطورات الجارية بشأن ازمة اليورو في اوروبا لذا فاننا نؤكد لكم ان المانيا تعمل بشكل مشترك مع الاصدقاء في الاتحاد الاوروبي على الالتزام بالانضباط الخاص بالميزانية والتضامن وتفعيل نمو وزيادة القدرة التنافسية حتى يتم التغلب على هذه الازمة المالية”.
وقال “لاول مرة منذ 18 شهرا رأيت نورا في اخر النفق ونحن عازمون على المواصلة في هذا الاتجاه للتغلب على ازمة الديون في اوروبا .. وهذه اشارة هامة للمستثمرين الكويتيين”.
قم بكتابة اول تعليق