نشطاء شباب يؤكدون أهمية حرية التعبير عن أرائهم بالقضايا العامة

انطلقت أول من أمس أولى جلسات «ملتقى الكويت لحوار الشباب» الذي تقيمه هيئة الملتقى الاعلامي العربي في بيت العثمان لمناقشة العديد من القضايا المحورية والمهمة التي تشغل الساحة الكويتية بهدف ايجاد بيئة لتبادل الأفكار والتحاور الراقي حول المشهد الكويتي برمته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

واستضاف الملتقى في أولى جلساته عددا كبيرا من الشباب الكويتي الذين ناقشوا عنوانا سياسيا يفرض نفسه على الساحة، حيث كانت أولى جلسات الملتقى تحت عنوان «لماذا ساحة الارادة؟» وأدارها الدكتور فواز الحصينان الذي أكد على ان مسألة ابداء الرأي في الكويت صارت مشكلة حقيقية نظرا للتصنيف والتخوين اللذين أصبح يعاني منهما صاحب الرأي المخالف.

وأشار الحصينان الى ان «مسؤولية الملتقى هي ايجاد بيئة للتحاور ومشاركة الآراء والطروحات وقبول الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه لتوضيح المواقف وتنوير الرأي العام، وتبيان ان المسألة ليست بالعدد وانما بالمضمون خصوصا ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا مؤثرا في الحراك السياسي بين الشباب وغيرهم».

وبدأ المداخلة الأولى حمد العليان الذي قال «أعتقد ان السؤال لا يجب ان يكون لماذا ساحة الارادة؟ بل يجب ان يكون: هل القضية تستحق النزول الى ساحة الارادة أم لا؟»، مشددا على ان «النزول الى الساحة حق يكفله الدستور».

أما سعود المطوع فقال: «ان سبب لجوء الشباب الى ساحة الارادة هو اقتناعهم بان التيارات السياسية لم تعد تلبي الاحتياجات، وان قاعة عبدالله السالم لم تعد تتبنى القضايا الحقيقية التي يريدها الشارع وانما هي صراعات سياسية»، مشيرا الى ان «الخروج الى الساحة في عام 2005 قد حقق نتائج قوية وانتزع للمرأة حقوقها السياسية، ولذلك فان ساحة الارادة هي قوة ضغط شعبية حقيقية، والساحة الآن هي الأقرب الى المطالب الشعبية بعيدا عن التشابك السياسي».

من جانبه، أكد علي خاجة ان «الساحة لها ايجابياتها وسلبياتها وقد اكتسبت قوتها عن طريق الصدفة وأصبحت منتدى للتعبير عن الرأي بقوة في العديد من القضايا»، لافتا الى ان «الجميل في ساحة الارادة هو ان الصوت فيها مسموع من الكل وقد قدمت للمجتمع اناسا لم نكن نعرف بحراكهم السياسي، وفي المقابل ساعدت ساحة الارادة على بروز لغة التخوين من قبل بعض السياسيين وهي للأسف لغة لم تكن معتادة ولا ذات وجود».

أما عادل الرقاص فاعتبر انه «من الجيد ان يكون هناك مكان نستخدمه للتعبير عن الرأي ولكن ينبغي في المقابل ان يكون الصوت الصادر من الساحة يحترم آليات الخطاب والعقول ويؤكد على ثوابت الكويت التي تربينا عليها»، مشيرا الى ان «هناك من أخذ على ساحة الارادة بروز لغة ليست معتادة في الكويت وأسلوب خطاب لا يليق بقيمنا ولا قادتنا»، مشددا على انه «يجب الأخذ في الاعتبار علاقات الكويت الخارجية التي تحقق المصلحة العليا للدولة».

وبدوره، بين خالد خميس المطيري انه «من الظلم ان يختزل الحراك الشبابي والسياسي في ساحة الارادة، فالساحة قد اكتسبت هذه الأهمية كونها قرب مجلس الأمة وتم استخدامها عندما أغلقت أبوابه»، مضيفا: «لا شك في ان ساحة الارادة تعتبر ظاهرة ايجابية رغم كل المحاولات المبذولة لتشويهها»، مشيرا الى انه «من الغريب جدا ان من حاول تشويه هذه الساحة هم انفسهم الذين يستخدمونها للتعبير عن مطالبهم وآرائهم، وعموما هي ظاهرة صحية يجب المحافظة عليها».

واكد الدكتور فوزي الخواري ان «قرب الساحة من مجلس الأمة قد أعطاها أهمية الا ان «الداخلية» هي من جعل ساحة الارادة مكانا للتجمع السياسي بممارساتها ضد الدواوين في مختلف المناسبات»، مشيرا الى ان «الحكومة أيضا هي من دفعت الناس الى الخروج للساحة والتجمهر فيها».

من جانبه، تساءل سعيد العجمي «هل وصلت الرسالة التي خرجت من ساحة الارادة؟ وهل استوعبت الحكومة هذه الارادة الشبابية؟ ثم هل استوعب الشباب انفسهم ما يمتلكونه من قوة وعرفوا كيف يوجهونها؟ يجب ألا يستغل الشباب لتحقيق مصالح أكبر من الحكومة نفسها»، مؤكدا ان «هناك صراعا قويا يزج فيه الشباب ويستخدمون كوقود لاشعال هذا الصراع، فهل يستوعب الشباب ذلك؟!».

وفي مداخلته، شدد الدكتور علي جمال على ان «الساحة يخرج منها أصوات ترفض التخوين ولكن هل يملك من خوّن ان يرفض التخوين؟!» مشددا على ان الجميع يريد ان يبني مستقبل الكويت ولكن الأوطان لا تدار بالعواطف، وعلينا تعلم قبول الرأي المخالف وعدم ايجاد الفرصة للتخوين أو التهميش».

وأعرب جمال عن عتبه على النخب السياسية والاعلامية والصحافية معتبرا اياهم «شركاء في علو نبرة التخوين التي ظهرت في الأفق السياسي الكويتي»، مؤكدا ان «الشباب هم الطرف الذي يجب ان يعول عليه دائما».

من جانبه، أشار الدكتور فجحان المطيري الى ان «السؤال الحالي هو: هل الكويت تسير في الاتجاه الصحيح؟ هل اختلفت الأحوال بعد النزول الى الساحة؟ فالديموقراطية ليست هبة من أحد بل انها حق انساني بشري وليس هناك آلية غيرها للتعبير عن الآراء والمطالب، ولو كانت الساحة كما هي عليه الآن أثناء مشاكلنا في الثمانينيات فهل كان الفساد وسوء الادارة سيستمران؟».

وألقى الدكتور عبدالله زمان اللوم على الثقافة والوعي في خروج بعض المصطلحات والعبارات غير اللائقة من بعض مرتادي الساحة، مؤكدا ان «المشكلة ليست في المكان ولكنها في بعض مرتاديه، فهي أداة من أدوات الديموقراطية بكل تأكيد ولكنها ستكون في المقبل من الأيام غير مرغوب فيها».

وذكر زمان ان «الديموقراطية نعمة والشباب عليهم مسؤولية كبرى وان من ينتقد ساحة الارادة هو في الحقيقة ينتقد ممارسات وسلبيات وليس الساحة نفسها كآلية للتعبير عن الرأي».

وأكدت غالية العجمي ان «تزايد الصراعات بين السلطتين ولد حالة من الحراك الشبابي الرافض لاستمرار هذا الصراع والنزول الى الساحة غرضه توصيل الرسالة دون وساطة وبطريقة مباشرة، خصوصا ان الممارسات السياسية وتعطيل التنمية أوجدا حالة من الغضب في الأوساط الشعبية كان لابد من التعبير عنه».

وأشار الدكتورعبدالعزيز الجدعان الى ان «الخروج الى ساحة الارادة يكون حتميا عندما تكون هناك مشكلة سياسية لا تريد الأطراف المعنية حلها»، مشيرا الى انه «رغم الاتفاق أو الاختلاف مع الساحة ومن يخرجون اليها الا انها مؤثرة واستطاعت ان تفرض كلمتها على المشهد السياسي في الكثير من المواقف».

أما فهد الزامل فقد أكد على «رقي ساحة الارادة كمكان للتعبير عن الروح الديموقراطية التي ينطلق منها الدستور الكويتي»، مشيرا الى ان «الحكومة في الكثير من الأحيان تسيء الى الديموقراطية وكذلك مجلس الأمة».

وعن النظام السياسي، قال «انه يعاني من اختلالات كبيرة فهناك طرف يملك كل شيء وآخر لا يملك الا لسانه، وساحة الارادة هي مكان للتنفيس عن غضب شعبي تجاه الكثير من الممارسات الخاطئة».

من جانبها، شددت أسيل الصراف على ان «الساحة حق للجميع ووسيلة لعرض الرؤى الاصلاحية وليس هناك عيب ابدا في ان تستجيب السلطة لمطالب الساحة لان الساحة تمثل الأمة والأمة مصدر السلطات».

وفي تعقيبه على مداخلات الشباب وآرائهم، أكد الدكتور فواز الفرحان ان الساحة تعتبر مؤشرا ايجابيا على اتساع قاعدة المشاركة الشعبية لا سيما الشبابية منها، مثمنا كل مداخلات الشباب خلال الحوار معتبرا ذلك دليلا ايجابيا على نمو الوعي السياسي لديهم.

وأشار الفرحان الى ان «الشارع الكويتي يعيش حالة من الجمود السياسي يلزمها حراك واع لتحريك هذا الجمود وتفعيله، ومثلما هناك ايجابيات للساحة هناك أيضا بعض السلبيات، ملقيا المسؤولية الكبرى على السلطة التنفيذية التي تتعمد تشويه صورة الساحة كأداة من أدوات الديموقراطية الحقيقية.
المصدر”الراي”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.