“وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْاِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11 ).
اللمز يشير للعيب على الآخرين أو استحقارهم واستصغارهم اما بسبب اختلاف الآراء أو التوجهات أو بسبب انتمائهم لشريحة اجتماعية يشعر اللامز بالكبر عليها. فاللمز نوع من الطعن اللفظي القاسي والذي يهدف بشكل أو بآخر الى ايقاع أكبر أذى نفسي في الضحية فقط من أجل اشعارها باختلافه عن الأغلبية أو الأقلية. وبالطبع بهدف اقصائهم من النسيج الاجتماعي الوطني. أعتقد أن جزءا معيناً من بعض الخطابات النارية الجارية حالياً وما يرافقها من “طشار” القول ربما تبدو انها تزخر بغث الحديث والمهاترات” المفبركة واللمز القاسي تجاه الطرف الآخر, والذي يكون في الأغلب مواطناً كويتياً يتمتع بالحقوق والواجبات نفسها, أو فئه بذاتها أو ثقافة فرعية جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة للمجتمع الكويتي.
وبالطبع خطابات اللمز والشتيمة والسخرية ستزرع البغضاء والحقد المتبادل بين أعضاء مجتمع متوحد من المفروض أن يكرسوا جهودهم لخدمة وطنهم الكويت. فاذا ألقيت بذرة الغل والكراهية المفبركة فغالباً ما تجذر لأنها نبت شيطاني يتبرعم في كل أرض, بل أعتقد شخصياً أن وطننا جميعنا, الكويت, يستحق منا بث مزيد من المحبة والقبول المشترك والدعوة للتوحد الوطني والتسامح بين فئات المجتمع.
فاذا كان هذا الوطن الغالي علينا جميعنا ككويتيين لم يبخل علينا بشيء اطلاقاً فعشنا ولا نزال نتمتع برغد معيشي لم يتوفر لملايين من البشر حولنا, فكيف نكافئ هذه الدرة المكنونة في قلوب جميع أبنائها (الكويت) سوى بضخ مزيد من التفاؤل بأننا ومهما اختلفت رؤانا نظل كويتيين أبناء وطن كويتي واحد يشملنا ويجمعنا كلنا بلا استثناء.
هذة المقالة معادة ودعوة أخوية جديدة نقدمها لحكماء وعقلاء هذا الوطن المعطاء ومن كل الشرائح والتوجهات الفكرية والسياسية أن ينهضوا لمكافحة ذلك النوع من الخطابات التأجيجية والتحريضية, والتي ما برح البعض يحاول جعلها غصباً جزءا من لغتنا اليومية. كويتنا تستحق منا أفضل ما نستطيع أن نقدمه لها من مساهمات ايجابية وبناءة. والوقوف في وجه خطابات اللمز والمهاترات والتصدي لها ولو بالاعتراض عليها قولاً هو أبسط ما يمكن أن يقدمه المواطن الكويتي الحق لوطن رائع مثل الكويت. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق