من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ناقشت مجموعة من الشباب الكويتي الظروف التي مرت بها الكويت خلال الفترة الماضية وما آلت اليه من تعطل بعض مؤسسات الدولة بسبب الاضرابات التي اوقفت العمل في بعض أهم المؤسسات الحيوية في الكويت.
فبعد النقاش الذي لم يأخذ كثير من الوقت والجهد اطلق مجموعة من الشباب على انفسهم «كلنا لها» معلنين تأييدهم لمطالب المضربين بشكل عام ومع الاضراب بشكل خاص لأنها وسيلة للتعبير عن الرأي وهذا ما كفله الدستوري الكويتي، لكنهم ضد الاضرار بمصالح المواطن وتعطيل مصالح الدولة.
حملة «كلنا لها» بدأت بمجموعة قليلة جدا وبعد مرور ايام قليلة وصل عدد المتطوعين بها الى 5000 متطوع من مختلف الخبرات والتخصصات والمؤهلات بالإضافة إلى المتقاعدين الذين أرادوا ان يكونوا على قدر المسؤولية من خلال سد الفراغ الذي يعاني تعطيل مصالح المواطن، مؤكدين انهم سيوفرون اعدادا جديدة من المتطوعين إلى الحكومة بين فترة أخرى وذلك لمواجهة أي أزمة تواجه البلد.
«القبس» بدورها استطلعت اراء القائمين على حملة «كلنا لها» وذلك لشرح الاسباب والظروف التي أدت إلى ظهور هذه الحملة الشبابية.
وفي ما يلي نص الحوار :
● ما الهدف من إنشاء حملة كلنا لها ؟
– دانة تقي: نحن وصلنا إلى مرحلة استياء بسبب الاوضاع التي وصلت اليه البلاد من الازمات التي تمر بها، خصوصا أن الحملة انطلقت بالصدفة ولم يكن لها أي ترتيبات، فالهدف من الحملة لم يكن لمواجهة اطراف معينة أو اضرابات معينة ولا يعني اننا ضد حرية الرأي والتعبير بل بالعكس، لكن نحن ضد الاضراب الذي يعتبر غير مسؤول والذي اوصلنا إلى شل حركة اهم مراكز الدولة أو تعطيل الحياة العامة للمواطن بشكل عام، وعليه اجتمعت مجموعة من الشباب وتم اطلاق اسم «كلنا لها» ومعناها بسيط جدا وهو ان كلنا نستطيع ان نساعد الكويت للوصول بها إلى افضل صورة.
● هل هناك جهة تدعم حملة «كلنا لها»؟
انة النصار: الطريقة التي ظهرت فيها الحملة تؤكد انه لا يوجد أي جهة تدعمها لأنها كانت سريعة نوعا ما وذلك بسبب جهود الشباب وبالأخص خليفة العجيل الذي بدأ فيها عن طريق «تويتر» حيث تبلورت وأصبحت على ارض الواقع، والحملة غير مدعومة من تيار سياسي ولا اعضاء سابقين أو حاليين، بل مدعومة من جهود الشباب والتبرعات الموجودة هي من الشباب المشاركين في الحملة حيث تم تحديد سقف اعلى للتبرع وهي بالأساس لم تكلفنا أي شيء يذكر.
5500 متطوع
● كم عدد المتطوعين لحملة «كلنا لها»؟
خميس المطيري: العدد الاجمالي الذين شاركوا في الحملة تقريبا تعدى 5500 مشارك مقسمين إلى فئات عمرية فنجد ان فئة عمر العشرين عاما تمثلت في {c457ccac1452d3818271ab2011cbb9d08c0f4c36d5279f7e8d0cd5e61c92f6ca}20 من المتقدمين ، بينما فئة 21-30 فكانت الغالبية حيث بلغت نسبتها {c457ccac1452d3818271ab2011cbb9d08c0f4c36d5279f7e8d0cd5e61c92f6ca}50، بينما جاءت فئة الاربعين عاما او ما فوق لتكون نسبتها ما يقارب 18 – {c457ccac1452d3818271ab2011cbb9d08c0f4c36d5279f7e8d0cd5e61c92f6ca}20.
أحمد العجيل: هناك فكرة تبلورت سريعا من خلال الاجتماعات المستمرة التي قمنا بها من أجل الحملة انه لابد ان ننشىء موقعا الكترونيا خاصا على ان يكون بسيطا جدا، فخلال اول يومين من الاعلان عن الموقع تم تسجيل ما يفوق 1300 متطوع تم تقسيمهم على حسب العمر والاسم والتخصص وقت التطوع والجهة التي ترغب فيها.
● صرحتم في اكثر من موقع انكم ستواجهون اي نقص في اي جهة او مؤسسة حكومية؟
خليفة المزين: الحملة بشكل عام لم توجه إلى جهة بعينها لكي لا تُفهم بأننا ضد فئة معينة أو قطاع معين بل هي موجودة لجميع قطاعات الدولة بشكل عام خصوصا المؤثر منها بشكل خاص، والجميع يعلم ان قدراتنا محدودة والذي نستطيع القيام به سنقوم به من دون أي تردد، ونحن فتحنا التطوع بشكل عام، ومع الارقام التي توفرت لنا تبين ان الخبرات متنوعة من جميع التخصصات، ونحن اذا اردنا ان نجعل احدا يسد فراغ موقع معين لابد ان يكون صاحب تخصص وخبرة، والفكرة بشكل عام هي ان التصدي لأي اضراب مضر هو ان يكون عن طريق الخبرة وليس العشوائية.
خليفة العجيل: خلال تواصلنا مع الجهات الحكومية بينا ان أي تحرك لابد ان ينطلق وفق غطاء قانوني كامل خلال تواجد المتطوعين.
عمر الغنام: في كل قطاع هناك مجموعة لم تضرب من الاساس خصوصا انها على اتم الاستعداد لتقديم المساعدة لأي شخص يريد ان يتطوع لكي تسير العملية بكل نجاح.
خميس المطيري: الحملة قائمة على جهود افراد متطوعين فحجم المعلومات التي حصلنا عليها عن طريق التسجيل كبير، فالتقسيم الذي قمنا به ليس فقط على اساس التخصص بل على الخبرة والأوقات التي يستطيع ان يتطوع بها، بالإضافة الى المتقاعدين والعاطلين عن العمل، والجميع يعلم ان مهمتنا ليست سياسية أو هي اشخاص ضد اشخاص آخرين، نحن فقط لسد نقص معين حسب الحاجة وذلك من خلال المعلومات المتوافرة لدينا لنقدمها لصناع القرار في حال الاحتياج.
عبدالله الاحمد: الجميع يعلم ان أي عمل ميداني، هناك دورة مستندية ورقية لابدّ ان تكون على ارض الواقع، فهذه الوظائف ليست بحاجة إلى خبرات بل أي شخص اداري يستطيع القيام بها.
القيادة السياسية
● ما القضايا الرئيسية التي توصلتم إليها مع لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء؟
خليفة العجيل: تلقينا دعوة كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء لطلب مقابلتنا كلجنة وهذا يبين ان هناك اهتماما بالعمل التطوعي من قبل القيادة السياسية، حيث دار الحديث بيننا لأكثر من 40 دقيقة تحدثنا عن مواضيع التطوع والأسباب التي أدت إلى انشاء هذه الحملة، وأكدنا ان هدفنا الرئيسي الكويت، ونحن لسنا مع طرف أو ضد طرف آخر أو تيار معين بل ومن جميع التيارات السياسية المختلفة، والعمل هذا يعتبر تطوعا ولسنا بحاجة إلى أي غطاء سياسي أو صبغة معينة، بل نحن مع حرية التعبير عن الرأي من خلال ايماننا في مواد الدستور، وأكدنا ان احد اساليب حرية الرأي هو الاضراب أو الاعتصام أو الوقفات الاحتجاجية، حيث أكدنا اننا لسنا ضد المضربين بل نحن ضد أي اجراء خطأ بحيث يتعطل البلد، وعليه تم تقديم جميع المعلومات إلى رئيس مجلس الوزراء بحضور لجنة الاضرابات الذين أكدوا على دور الشباب ونحن أكدنا لهم على هذا الأمر بالإضافة إلى اننا لا نريد أي دعم أو أي شيء يذكر بل نريد ان ننزل الشارع ونعمل بحيث لا يتعطل البلد والهدف هو بناء ثقة ما بين المجتمع والحكومة ونبين ايضا ان المواطن الكويتي يعتبر مسؤولا ولا يرضى بالخطأ مهما كان.
زين العابدين معرفي: نوجه رسالة شكر إلى سمو رئيس مجلس الوزراء على المبادرة الطيبة التي قام بها من خلال الاجتماع معنا وتوصيل وجهات النظر بالإضافة إلى تفهمه إلى قضية استقبال المتطوعين وحرصه التام على تفعيل ما تحدثنا به خلال اللقاء.
● الجميع استحسن الفكرة لكن السؤال كيف سيتم تطبيقها على ارض الواقع خصوصا أن تطبيقها يعتبر صعبا نوعا ما بالإضافة الى انها مخالفة لبعض الجوانب القانونية؟
خليفة العجيل: لما طلبنا ان نكون متطوعين وسد أي فراغ في المؤسسات كان الرد علينا انه لا يمكن للحكومة ان تستعين بنا إلا من خلال غطاء قانوني واضح، وان الحكومة لديها فرق عمل، لكن حجم الارقام التي قمنا بتقديمها شجع الحكومة بشكل كبير وتم اعطاؤنا وعودا خلال الفترة القادمة بأن يكون هناك اتصال من أجل تشكيل فرق عمل تطوعي، وفيما يتعلق بأوقات الحضور من اجل التطوع فنحن من خلال المعلومات التي لدينا أكدنا خلال التسجيل في الموقع ما هي الاوقات المناسبة من أجل التطوع خصوصا اننا قسمنا اليوم إلى خمسة اوقات مقسمة إلى اربع ساعات تقريبا، وجدنا ان هناك المتطوعين مقسمون إلى جميع هذه الاوقات في مختلف المجالات، وهذا لا يعني انه لا يوجد نقص، لكن العينة التي لدينا والتي وصلت 5000 متطوع قد غطت بشكل كبير جميع المجالات والتخصصات والشهادات والنهاية هذا عمل تطوعي، وأنا اريد ان أؤكد على امر معين وهو اننا لن نطيّر طيارات في نهاية المطاف، لكن نريد ان ندفع بالعمل التطوعي والمسؤولية.
غيرة !!
● هناك أطراف تريد ان تأخذ الجهد الذي قام به شباب حملة «كلنا لها»؟
علي خاجة: أي جهد في أي مجال تظهر هناك اطراف تريد ان تخطفه، خصوصا إن كان ناجحا، وهذا الامر لم يقتصر على حملة «كلنا لها» والذي حصل في هذه الحملة هو الصدى الواسع الذي وصل إلى الجميع مما سعى البعض إلى اختطاف هذه الحملة، في حين اننا كنا مرحبين بجميع الاطراف من دون أن تخطف العمل لأننا لم نقتصر بشخص ما، لكن بسبب الغيرة التي ظهرت من قبل البعض والذي جعل منهم يضعون اسم الحملة بأرقام مختلفة أو الدعوة لأنشطة باسم الحملة، ونحن لسنا الوحيدين بل جزء من المجتمع، لكن حملة «كلنا لها» لاقت قبولا من قبل الناس وهذا الامر تبين من خلال المبادرة والمشاركة في التطوع.
خميس المطيري: من ضمن الامور التي كانت تسعى لها الحملة بأننا لسنا ضد المضربين، لأننا مع حرية التعبير، لكن الاضراب الذي تم، تمثل في اهم المرافق الحيوية في البلد، والأمر لا يتحمل ان يتم تعطيله بهذه الطريقة، بحيث يكون شاملا لأنه في نهاية المطاف يمس حياة المواطنين والمقيمين، فنرى ان هناك امورا قد تضررت اقتصاديا، وتسببت في ارتفاع اسعار سلع معينة، وارتفاع في رسوم جمركية معينة، سواء كانت برية أو جوية، وبحكم عملي في الاستثمار الخارجي نجد ان هناك شركات كبيرة اعتذرت للكويت، والسبب عدم الاستقرار السياسي، والسبب في ذلك هو التصرفات غير المسؤولة من قبل بعضهم، أو التطرف في الاضرابات، لكن هذا الامر قد بين لنا ان هناك تصريحات من المسؤولين لابد ان يحاسبوا عليه، خصوصا حول توافر الامن الغذائي أو توزيع الاراضي الزراعية التي تمت خلال الفترة الماضية، بالإضافة الى آلية الرقابة التي لم تكن موجودة خلال الفترة الماضية، وهذا أمر لابد ان تقوم به الحكومة، ومع هذا نشيد بالروح المسؤولة من قبل رئيس الحكومة في الخطوات التي اتخذها والخطوات التي سيتخذها خلال المستقبل.
زيادة مستحقة
قال عبدالعزيز العتيبي: نشيد بدور اضراب الاطفاء، ونتمنى من الاخوان في الجهات الاخرى ان يقوموا بالعمل نفسه الذي قامت به ادارة الاطفاء، وذلك من خلال اضافة ساعات العمل لتوجيه رسالة إلى مجلس الوزراء، بأننا نحن نستحق هذه الزيادة.
بوفتين: الإعلام متهم دائما!
قال عبدالله بوفتين: دائما يتهم الاعلام بأنه يصب الزيت على النار، بل بالعكس للإعلام دور ايجابي وأنا كإعلامي ومحاور كان دوري ان ادعم القضية من خلال تويتر، ومواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال زملائي في القنوات الاخرى، فهناك قنوات تحملت مسؤوليتها الاجتماعية من خلال اعطائها مجالا للشباب بأن يتحدثوا ويوصلوا رسالتهم، كما أن لوزير الاعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك دورا في اعطاء الشباب فرصة لتوصيل رسالتهم، وهذا تأكيد ان للإعلام مسؤولية اجتماعية لابد على الجميع ان يتحملها، ووجودنا اليوم في هذه الحملة لا يعني اننا ضد المضربين، بل بالعكس مثل ما لهم حق بالإضراب لنا الحق ان نسد الشواغر، ومتى ما احتاجنا البلد سنكون موجودين.
الإضراب المسؤول
قالت مشاعل العبيد: نحن في حملة «كلنا لها» مؤمنون ايمانا كاملا بالدستور، ولسنا ضد المضربين، لأننا مع حرية الرأي ولا نزايد على احد، ونحن نعلم ان لديهم حقوقا، ومن الواجب ان تكون لهم، لأنها مستحقة، لكن المصلحة العامة تعتبر أهم، وما نتمناه هو ان يكون الاضراب مسؤولا ولا يعطل مصالح البلد.
الزيادات المالية
اوضح مشاري الابراهيم: نحن كحملة لسنا ضد الزيادات المالية، بل معها لكن لابد ان تكون مبنية على اسس اقتصادية سليمة ومدروسة بشكل جيد، لكي لا تعود بأثر سلبي على الدولة والمواطن.
شكر
قالت أسرار العلي: أشكر جميع المتطوعين، خصوصا ان الرقم بتزايد مستمر، وذلك لإيمانهم التام في هذه القضية، التي ترفع من شأن البلد، بالإضافة إلى أن باب التطوع مازال مفتوحا، والمتطوعون ليسوا من أجل سد فراغ المضربين، لأنه تصور خطأ، بل لأي أزمة تمر بها الكويت وذلك من اجل تلبية نداء الوطن.
دفعة ثانية
دلال البنعلي قالت: سنقوم خلال الفترة المقبلة بتسليم مجلس الوزراء دفعة ثانية من المتطوعين، وذلك بعد ان يتم تصنيفها من الجوانب المطلوبة، لكي يقوموا بوضع الآلية المناسبة في سد الفراغات، وذلك بالتنسيق مع الحملة بشكل عام لكي تستفيد جميع الاطراف بشكل عام.
قم بكتابة اول تعليق