خالد الجنفاوي: الجبهة الوطنية لمكافحة المقاريد

أعتقد ما دامت الموضة هذه الأيام هي إنشاء “جبهة وطنية” لمكافحة هذه أو تلك الظاهرة السلبية- وفق ما يزعمه البعض, فلماذا لا يتطوع أحد الباحثين عن الشهرة الى انشاء جبهة لمكافحة بعض “المقاريد” وبعض سليطي اللسان ممن يبدون قاب قوسين أو أدني في سعيهم الطائش الى اشعال الفتن والقلاقل في مجتمعنا المتوحد? فإذا كان الهدف من وراء إنشاء اللجان الوطنية في المجتمعات المدنية هو مواجهة ظواهر اجتماعية وسياسية وثقافية سلبية, فوفق وجهة نظري بعض “المقاريد” و “سليطي اللسان” وخصوصا في الفترة الأخيرة يبدو انهم أصبحوا يمثلون فعلاً ظاهرة سلبية ستضعف الوحدة الوطنية والممارسة الديمقراطية الهادفة والبناءة. لذلك اقترح على بعض من يبدو انهم أدمنوا الإثارة والتهويل ومن لا يزالون يستطعمون الجدل العقيم ومن استهواهم هذه الأيام تشكيل الجبهات الوطنية للدفاع عن بعض أحلامهم الوردية وضمن مجموعة أفراد, ربما يعدون على أصابع اليد, إنشاء جبهة لمكافحة انتشار بعض سلوكيات تخبط القيل والقال, وفبركة الاتهامات ضد الأبرياء, وربما تشويه وقائعنا الاجتماعية والثقافية بغية حيازة شعبية مفبركة. بمعنى آخر, أدعو الى انشاء جبهة وطنية لمكافحة ظاهرة إنتشار “المقاريد” في المجتمع وخصوصا من يميلون – من دون قصد أحياناً- لجلب المصائب والفتن لمجتمعاتهم بسبب سلوكياتهم وتصرفاتهم الشخصانية للغاية.
ولكي نعرف ماهية الشخصية “المقرودة” وسليطة اللسان يكفي ربطهما ببعضهما بعضا ! بمعنى آخر, المقرود هو من يتخبط في قوله وسلوكياته وفي تصرفاته ظناً منه أنه يأتي عملاً صالحاً أو وطنياً, فأحد جوانب الشخصية المقرودة هو ميلها الشرس أحياناً للبروز في الساحة المحلية ولو على حساب تماسك المجتمع ووحدته الوطنية. فما “يميز” “المقاريد” بعامة ليس فقط عدم درايتهم اغلب الوقت بعواقب أقوالهم وأفعالهم, بل جلبهم الطائش لتعاسة الحظ لأنفسهم ومن هم حولهم, وربما تعريضهم مجتمعهم للفتن والعياذ باللة عبر ما يتفوه به بعضهم من هذر طائش وزور وبهتان.
إضافة إلى ذلك, المقرود لا يبدو انه يقدر نعم الأمن والأمان والطمأنينة والحرية المسؤولة والتي يتمتع بها في مجتمعه أربع وعشرين ساعة في اليوم وطوال أيام الأسبوع. وعندما تتحول النعم إلى نقم عبر بعض سلوكيات وتصرفات وفلتات اللسان الطائشة فربما سيعتبر ذلك تهديداً مباشراً للسلم المجتمعي. ومن هذا المنطلق, فالأحرى ببعض من لا يزال يشغل في أذهانهم وأفئدتهم هوس الظهور الاجتماعي بأي وسيلة وإدمانهم الوقوف في دائرة الضوء إنشاء جبهة تكافح ظاهرة سلبية وملموسة. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي

khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسى

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.