جماعة المقاطعة بعد فشلها الذريع في كل شيء، اطلقت مؤخرا عبر اعلامها الطازج حملة «نرفض العبث بالدوائر»، وهو شعار يتناسب تماما مع سخف خواء جماعة المقاطعة. ووفقا لناطقهم الاعلامي او صحّافهم الكبير فإن السلطة عبثت بأموالنا، وعبثت بوحدتنا الوطنية، وعبثت ايضا بنسيجنا الاجتماعي. لهذا.. فإن العبث بالدوائر يصبح خطا احمر! حسب هذا الشعار فإن الانتخابات ودوائرها اهم من الحلال والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي! وربما اهم من كل شيء، فأعضاء اغلبية المقاطعة معنيون فقط بالعضوية البرلمانية، وعندهم العودة للبرلمان ضرورة ولو على حساب الوطن والاستقرار العام.
اخطر ما في عقلية أغلبية نواب المقاطعة وذهنيتهم انهم بالفعل يتعاملون مع «اتباعهم» كقطيع، لا يملك القدرة على التمحيص او التبصر. بل يسهل خداعه ويسهل الضحك عليه. بوضوح اكثر.. هم يثقون بتوزيع الدوائر.. ولكنهم لا يثقون على الاطلاق بالناخب! أنا أعتقد ان مثل هذا الظن او التفكير هو اكبر اهانة للمواطن الكويتي، وانتقاص معلن وواضح لقدراته وامكاناته السياسية.
إذا كانت الامة هي مصدر السلطات، وهي بالفعل كذلك، حسب ما يتغنى جماعة المقاطعة. فلم لا تثق الجماعة بهذه الامة؟ ولماذا لا تضع مستقبلها السياسي بيد هذه الامة، وتترك لها بالتالي حرية وحق الاختيار؟ بالعربي، إذا كنت تثق بالامة فإن «تحديد» الدوائر ليس من المفروض ان يكون مشكلة، ولا قضية حتى تستحق التوقف عندها. طالما ان هذه الامة هي التي ستنتخب، فما الفرق بين دائرة او عشر، صوت واحد او خمسة؟! أليست الامة هي التي ستقرر؟ اذا لماذا لا تثق جماعة المقاطعة بالامة التي يدعون انها صاحبة السيادة المطلقة؟
إن تزوير الانتخابات او تغيير قناعة الناخب، وهو بالمناسبة ما حدث بشكل او بآخر في الانتخابات الاخيرة، هو المشكلة. اما توزيع الدوائر او الاصوات فليس من المفروض ان يكون بهذه الاهمية، طالما ان هناك ثقة بالناخب الكويتي وبقدراته على الاختيار الحر. جماعة المقاطعة تريد للناخب ان يبقى اسير الذهنية القبلية والطائفية والتعصب العائلي، وليس «فردا» حرا يتولى الانتخاب دعما لسياسات وبرامج يعتقد انها الأفضل له ولمستقبل ابنائه.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق