الخالد: اننا في الكويت نرى في مصر الشقيقة السند الاستراتيجي

افتتح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح مبنى سفارة دولة الكويت في جمهورية مصر العربية والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية وسط حضور وزاري ودبلوماسي عربي وخليجي حاشد في مقدمتهم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.
واشاد الشيخ صباح الخالد في كلمته التى القاها في الاحتفالية التي اقيمت في مبنى سفارة دولة الكويت الجديد هنا الليله الماضيه بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الكويت ومصر في مختلف المجالات.

وقال الشيخ صباح الخالد انه “يطيب لي ان أتواجد بينكم اليوم على ارض الكنانة وسط هذا الجمع الطيب من الاخوة والأصدقاء والزملاء مشاركا في فعاليات افتتاح المقر الجديد لسفارة دولة الكويت في جمهورية مصر العربية والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية ومدشنا في الوقت نفسه لمرحلة جديدة في مسيرة الاخاء والتعاون التي تربط البلدين برباط وثيق متماسك قوامه المحبة والتفاهم والسعي المشترك نحو تحقيق أهداف الشعبين والتي تصب في نهاية المطاف في صالح منظومة العمل العربي المشترك”.

واضاف “ان حفلنا اليوم يحمل دلالة رمزية مهمة لا تخفى عن الاذهان حيث يتواكب مع مشهد جديد يعيشه اهلنا في مصر وامل متجدد في انطلاقة كبيرة تشمل كافة المجالات بما فيها علاقات التعاون والاخوة مع كافة دول العالم وفي مقدمتها بالطبع الدول العربية التي تمثل العمق الاستراتيجي والامتداد الطبيعي لمصر الشقيقة وهو الامل نفسه الذي يحدونا في دولة الكويت التي دائما ما كانت نظرتها لمصر نظرة الشقيق في المحنة والشريك وقت الرخاء”.

وذكر ان الحديث عن تاريخ العلاقات بين البلدين طويل جدا فهو تاريخ يفصح عن نفسه عبر حلقات متصلة ومتراكمة من العطاء المتبادل والشراكة الحقيقية والتفاهم بيد ان اصالة العلاقات تعود الى عام 1958 تاريخ تشييد مبنى لرعاية الطلاب والرعايا الكويتيين في مصر والذي حرص على افتتاحه رئيس الجمهورية في ذلك الوقت الرئيس جمال عبد الناصر مما يعد دلالة ومؤشرا على اهتمام مصر بدولة الكويت.

وقال انه جاء عقب ذلك افتتاح سفارة الكويت في القاهرة اوائل الستينات من القرن الماضي تتويجا لعلاقات ضاربة الجذور راسخة القواعد بين شعبين شقيقين اختارا ان يكتبا تاريخا خاصا بهما من خلال تفاعلهما وتلاقيهما وانصهارهما منذ اربعينيات القرن العشرين عندما اوفدت مصر اول بعثة تعليمية الى الكويت لتدشن مسيرة التعاون التربوي والثقافي بين البلدين.

واضاف الشيخ صباح الخالد “اننا في الكويت نرى في مصر الشقيقة السند الاستراتيجي الذي يساند أشقائه في كل الظروف فقد كانت مصر في عام 1961 من اوائل المبادرين في التحرك لضمان استقلال الكويت وانضمامها لجامعة الدول العربية”.

واشار الى ان الكويت تستذكر دائما مواقف مصر الحازمة تجاه التهديدات التي أعقبت الاستقلال وكذلك في عام 1990 عندما وقفت بكل صلابة مع الحق الكويتي في مواجهة العدوان الغاشم حيث بذلت الغالي والنفيس في حرب تحرير دولة الكويت.

واضاف ان الكويت دائما تجد مصر الكبيرة الى جوارها عندما يعلو نداء الاخوة حاضرة برجالها ومفكريها وحضارتها اذ “حملناها في قلوبنا وارواحنا واجتهدنا لنبرهن بما نستطيع على مكانتها في نفوسنا ودورها في بناء بلادنا وكان ذلك في معارك العزة والشرف على ارض سيناء بداية من حرب الاستنزاف حتى نصر اكتوبر وفي معارك التنمية ومشروعات البنية الأساسية عبر المؤسسات الاقتصادية والتنموية”.

وقال الشيخ صباح الخالد ان العلاقات الكويتية-المصرية اضحت مثالا لتعاون مشرق ومثمر واضعه نصب اعينها نهضة الشعبين الشقيقين ورخائهما في ظل رعاية حكيمة من لدن حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظة الله ورعاه وفخامة الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.

واعرب عن ترحيبه بالاخوة والاصدقاء على تفضلهم بالمشاركة في هذا الاحتفال مكررا شكره لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على كرم الحضور.

من ناحيته اكد وزير الخارجية المصري في كلمته ان العلاقات المصرية-الكويتية ضاربة في اعماق التاريخ مشيرا الى انها تعود الى عشرينات القرن الماضي قبل استقلال الكويت اذ كان هناك تاخي وتعاون بين الشعبين.

وقال ان هذه العلاقات اثبتت متانتها امام العديد من التحديات ففي الستنيات وقفت مصر الى جانب الحق الكويتي لتحصل على استقلالها رغم وجود الكثير من الذين كانوا يعارضون هذا الحق وبعد ذلك بثلاثة عقود تكرر نفس الشئ وتكرر الموقف المصري حينما ارسلت ابنائها للدفاع عن الحق الكويتي وحريته بعد ان تعرض لعدوان غاشم عام 1990 .

واضاف ان مصر ساهمت في نهضة الكويت من خلال المدرسين والاطباء والفنيين وهو واجب على مصر تجاه اشقائها في الكويت وليس منه واستمرت العلاقات بكل قوه وعمق وصلابة اضافة الى ان الكويت ساهمت في دعم الاقتصاد المصري.

واشار الى انه على المستوى الشخصي زامل الشيخ صباح الخالد في نيويورك منذ فترة طويلة ثم تزاملا عندما عملا كسفيرين لبلديهما في السعودية ثم تشاء الظروف ان يعين كل منهما وزيرا لخارجية بلده ويلتقيان اليوم في هذا الحفل ليتشاركان في افتتاح هذا الصرح العظيم.

واعرب عن خالص تهانيه واطيب التمنيات للشيخ صباح الخالد ولسفير دولة الكويت لدى مصر الدكتور رشيد الحمد والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الغانم ومزيد من التوفيق والرقي في العلاقات بين البلدين.

من جانبه اكد الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته “ان كل مصري لديه في اعماقه جزء يخص الكويت” مؤكدا عمق العلاقات الكويتية العربية عامة والمصرية خاصة ووقوف الكويت الى جانب اشقائها في مختلف المواقف.

واشاد بمساهمات الكويت في مجال العمل العربي المشترك وقيامها بتقديم الافكار والمقترحات التي تسهم في تطوير العمل العربي المشترك مشيرا الى استضافة الكويت القمة الاقتصادية التي عقدت في عام 2009 وما اسفرت عنها من نتائج ايجابية.

وشدد على ان منظومة العمل العربي المشترك لن يكتب لها النجاح الا اذا تعاونت جميع الدول العربية لارساء دعائم النهضة الحقيقية.

من جهة اخرى اعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في تصريح للصحفيين عن سعادته بتواجده بين اخوانه في افتتاح مبنى سفارة دولة الكويت الجديد والمندوبية الدائمة لدى جامع الدول العربية في القاهرة.

واكد الشيخ صباح الخالد ان مصر تعتبر العمق الاستراتيجي للدول الخليجية مشددا على حرص دولة الكويت على التواصل والتشاور من خلال اللقاءات مع كبار المسؤولين في مصر على مختلف المستويات.

واعرب عن الامل ان يوفر هذا المبنى الجديد الاجواء الملائمة للدبلوماسيين الكويتيين العاملين في القاهرة للعمل بكل طاقة وجهد لتوطيد وتعزيز العلاقات بين الكويت ومصر في مختلف المجالات.

واكد ان الكويت لن تنسى ابدا مواقف مصر الداعمه لها قائلا “ان هذه العلاقات تاريخية ووطيده اذ كنا مع بعض في السراء والضراء ولن ننسى دور مصر ما حيينا وهذا يتطلب منا ان نكون دائما على اتصال وتواصل وتعاون لدفع العلاقات بين البلدين لاعلى مستوى وهو ما تحرص عليه القياده في البلدين ونحرص كمسؤولين تنفيذيين على ترجمته على ارض الواقع”.

من ناحيته قدم الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني التهاني لدولة الكويت على افتتاح مبنى السفارة الجديد.

واكد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان افتتاح هذا الصرح الكبير “يعد دلالة على قوة ومتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين ويعكس اهتمام القيادة السياسية في البلدين بتطوير هذه العلاقات”.

واشار الى ان جميع الدول العربية تهتم بترسيخ علاقاتها مع مصر والكويت مؤكدا ان الدبلوماسية الكويتية حققت نجاحات في كل مكان.

وشدد على ان علاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر علاقة قوية ومتينة وان مصر قريبة من قلوب الجميع واصفا هذه العلاقات بانها “تاريخية وقوية ليس امامها الا التطور الدائم”.

واكد ان قادة دول مجلس التعاون ورئيس جمهورية مصر العربية حريصين دائما على تطوير هذه العلاقة الى افاق ارحب.

ومن جهته قال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي ان الافتتاح رائع والحضور يدل على مكانه الكويت في الوسط الدبلوماسي وحضور وزراء الخارجية العرب يعكس تقديرهم لدور الكويت في العمل العربي المشترك.

ومن جانبه اعرب السفير السعودي لدى مصر احمد القطان في تصريح لكونا عن فخره بهذا الصرح الدبلوماسي الكبير معربا عن تهانيه للكويت ولنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح على هذا الانجاز.

واضاف ان “هذا الصرح الدبلوماسي سيسهم في توطيد العلاقات المصرية-الكويتية” متمنيا للسفير الكويتي لدى مصر الدكتور رشيد الحمد كل التوفيق والسداد.

وكان فى استقبال الضيوف لدى حضورهم حفل الافتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيه الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وسفير دولة الكويت لدى مصر الدكتور رشيد الحمد ومندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الغنيم.

ومن بين الحضور وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد الخليفه ووزير الخارجية العراقي هوشار زيباري ووزير خارجية الجزائر مراد مدلسي ووزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي ووزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي ووزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور انور قرقاش وعدد من سفراء مجلس التعاون الخليجي والسفراء العرب والدبلوماسيين العاملين في مصر وعدد من المسؤولين المصريين واعلاميين مصريين وشخصيات عامه.

كما حضر حفل الافتتاح الوفد المرافق للشيخ صباح الخالد الذي يضم مدير ادارة الوطن العربي في الخارجية السفير جمال الغانم ومدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد الناصر الصباح وسفير الكويت لدى سوريا عزيز الديحاني اضافة الى عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

ويعتبر مبنى سفارة الكويت الجديد في القاهرة صرح معماري مميز يقع على شارع النيل بمنطقة الجيزة مطلا على النيل اذ يتميز بالشكل المعماري الحديث مكونا من سبعة طوابق تضم مبنى السفارة ومقر مندوبية الكويت الدائمة لدى جامعة الدول العربية اضافة الى سكن السفير.
المصدر “الجريدة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.