سامي النصف: بل هم السنوسي وفيصل الثاني وانتم معمر وصدام معا

كان الملك ادريس السنوسي ملك ليبيا والملك فيصل الثاني ملك العراق أقرب للملائكة التي تمشي على الأرض فلم يعدما أو يسجنا أو يقمعا شعوبهما ومع ذلك استطاع ثنائي «الثورجية والمؤامرات الخارجية» ان يشوه سمعتهما وأن يثير المغرر بهم عليهما حتى قال المتظاهرون الليبيون «ابليس ولا ادريس» فأتاهم ابليس على شكل الثوري معمر القذافي الذي هو أشبه ما يكون ببعض ثوريينا الكويتيين هذه الأيام، وندمت شعوبهما على تفريطهم بهما وبكت دما عليهما عندما لا ينفع الندم، ونشهد في الكويت هذه الأيام أمرا مشابها وتفعيلا لثنائية الثورجية والمؤامرات الخارجية، والتاريخ ـ كما يقال ـ يعيد نفسه، فلنحذر ولنفشل المؤامرة قبل ان تنضج حتى لا نندم بعد فوات الأوان.
***

ان حكام الكويت الرحماء بشعوبهم أمثال الشيوخ الأجلاء عبدالله السالم وصباح السالم وجابر الأحمد وسعد العبدالله وصباح الأحمد ونواف الأحمد ومن سيأتي بعدهم من أسرة لم نر على يدها إلا كل الخير، هم أشبه ـ ان جاز التشبيه ـ بالملوك الرحماء السالف ذكرهم، اما المحرضون والمؤججون والغاضبون والحانقون والمخادعون من أصحاب الأجندات الخارجية فهم أقرب الناس لمعمر وصدام معا مع فارق ان معمر وصدام بدآ حياتهما السياسية بدعاوى الرحمة والرأفة ثم كشفا عن أنيابهما لاحقا، اما أنتم فقد أظهرتم أنياب القمع والكراهية والحقد قبل ان تصلوا لمواقع المسؤولية فكيف اذا ما وصلتم؟!

***

ومن يطلب ان نجربكم لأربع سنوات نقول ان المجرب لا يجرب، فقد جربنا بعضكم لأربعين عاما فوجدنا ان الكويت لم تبدأ في الانحدار إلا مع دخوله حياتنا السياسية وافشائه ثقافة الغضب والتشكيك الدائمين، وجربنا البعض الآخر لعشرين عاما فلم نر إلا الحقد الشديد والكراهية وضرب الوحدة الوطنية المتباكى عليها عبر استقصاد الناس والمسؤولين على «الهوية» لا على «القضية» مما خلق ردة فعل قوية يشتكي منها البعض ولا يسأل عن فاعلها والمتسبب الحقيقي فيها.

***

كما جُربتم أخيرا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فلا نرى إلا الحنق والضيق الشديد بالرأي الآخر والحجر عليه والتعدي على الآخرين، ولو سلمتم الحكم ليوم واحد ـ لا أربع سنوات طوال ـ لدخلتم على معارضيكم بالسلاح في بيوتهم ونصبتم المشانق في الساحات العامة ولفتحتم أبواب السجون واسعة ولملأتم أرض الكويت بمقابر خصومكم الجماعية ولارتحل عن الكويت أغلب شعبها ورجال أعمالها كما حدث إبان غزو صاحبكم صدام ولحل محلهم غربان البين ينعقون على اطلالها ومبانيها الخربة ولما ابقيتم في ميزانيتها العامة فلسا أحمر فهذا ديدن الثورجية أمثالكم في كل مكان وزمان ولنا عودة.

***

آخر محطة: (1) هل نذكركم هذه الأيام بمن زار صدام عام 1990، وهل نذكركم بمن «استيقظ» ربيع ذلك العام المشؤوم وأنزل المغرر بهم للشوارع مما أعطى الطاغية الحجة للاجتياح حتى أعلن ان سبب الغزو هو «الثورة التي حدثت بالكويت»،فهل المراد ان نخدع بكم اليوم كما خدعنا بكم ذلك اليوم؟

(2) وهل نذكر شعبنا بأن علو صوتكم وشتائمكم وطول لسانكم لم يستخدم قط لمصلحة الكويت إبان حربنا الشرسة ضد فيالق صدام طوال اثني عشر عاما (1991 ـ 2003)، فأين كنتم طوال تلك الفترة ومواقع الفضائيات واليوتيوب شاهدة على أنكم لم توجهوا كلمة نابية واحدة تجاه الذئب الطامع القابع بالشمال بل ساهمتم بفعالية شديدة في إفشال مشروع حقول الشمال الذي يوفر الحماية الاستراتيجية للكويت وشعب الكويت، واذا لم تكونوا تعملون لمصلحة الكويت وشعب الكويت فلمصلحة من إذن كل هذا الحراك الذي نراهن على وعي الشعب الكويتي لإفشاله؟!

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.