ناجي الزيد: الكويت.. ما تستاهل

تأجيل نطق حكم المحكمة الدستورية إلى يوم 25 سبتمبر يعني أننا سنبقى في فراغ تشريعي لفترة أطول، فلا مجلس 2012 فاقد الشرعية، ولا مجلس 2009 سينعقد.. وكلما طالت المدة أحسسنا بالفراغ والتشاؤم.

وعليه هل ستبقى هذه الدوامة، التي تلازمنا، لسنين مقبلة؟ أم أن هناك حكماء بإمكانهم فعلاً تشكيل جبهة وطنية موحدة لتوجيه البلد نحو الديموقراطية الحقيقية التي ننشدها..

القصة ليست دوائر عشر أو خمس أو حتى دائرة واحدة، القصة لها علاقة بنرجسية بعضهم المصابين بداء العظمة، ولن يتخلوا عن تلك النرجسية والشعور بالعظمة بسهولة، فهذا مرض نفسي يستعصي علاجه، فإذا كان الدستور لا يعطيهم الحق بدكتاتورية الحكم، ولم يتمكنوا من الحكومة المنتخبة، فانهم يتطلعون إلى دكتاتورية ما يسمى بـ«مجلس أمة منتخب».

نعم المجلس منتخب، ولكن من انتخبه؟ إذا كان الذين لم يشاركوا في الانتخابات تبلغ أعدادهم نفس ان لم يكن أكثر من اعداد الذين شاركوا في الانتخابات.. فهل هو فعلاً يمثل «الأمة»؟!

حتى النساء اللواتي حرمن من حق الانتخاب سابقاً على أيدي الدكتاتوريين الجدد، هن من ساعد ويساعد الآن على انتخابهم، فهل هذه هي الديموقراطية الحقيقية يا ترى؟ أشك في ذلك!

فمن صوت ضد حقوق المرأة السياسية، بل وحاول بمختلف الطرق منعها من الترشح والانتخاب، لا يستحق صوت المرأة لو كانت ديموقراطيتنا حقيقية وواقعية لما حصل ذلك.

ولكنها الكويت، بلد التناقضات على جميع المستويات، وبلد استشرى فيه الكذب والرياء الذي يمارسه بعض السياسيين والمسيسين، الشعب يريد ديموقراطية حقيقية أكيد.. أكيد غير الديموقراطية التي يتشدق بها معظم نوابنا، والمواطن يريد اصلاحاً ويريد تحسين الخدمات ويريد، أهم من أي شيء آخر، سلوكيات على مستوى الحكومة وعلى مستوى الدكتاتوريين الجدد. نعم يريد سلوكيات تتميز بالخلق والأمانة، ولكن هيهات أن يحدث ذلك في كويت اليوم، وبوجود حكومتنا الهلامية ونواب العازة والنرجسية وداء العظمة.

د. ناجي سعود الزيد
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.