وليد الغانم: أيها النواب.. أكرمونا بصمتكم

أحد أسباب إعراض المواطنين عن تجمّعات الاغلبية أخيرا، السباق المحموم بين بعض النواب لتولي منصة الخطابة في كل لحظة، ظاهرة جمال عبدالناصر أصابت بعضهم في رأسه، فهو عاجز عن استيعاب حضور تجمع من دون تدخله بالقاء الكلمات المكررة والهزيلة.

يسيء بعضهم أكثر وأكثر، فبالإضافة الى تكرار الكلمات نفسها والخطابات العقيمة القديمة، يضيف لها ابتذالاً في الطرح ويستخدم كلمات هابطة، ويفقد بعضهم اتزانه فيسيء الى اهداف التجمعات المعلنة، ويدخلهم في دوامة من الصراع مع الاطراف الأخرى، بسبب افتقاده الحكمة، وعجزه عن تقديم رسالة وطنية مقبولة بأدنى حد من الاحترام.

النواب يضرون الكويت واهلها بصراعاتهم اليومية، فكثير منها بلا قيمة ولا هدف سوى إثبات الوجود في الساحة والانتقام الشخصي وتقليد الآخرين، وبعضهم يقومون بدور الوكيل عن الآخرين، فيتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، وللاسف استغلت الخدمات الاخبارية والصحف ووسائل الاعلام و«تويتر»، هذه الصراعات الهوائية الفارغة لشحن المجتمع حتى درجة الغليان لأمور لا قيمة لها، ولو تجاهلنا نحن الافراد ووسائل الاعلام كثيرا من الحوارات اليومية النيابية والسياسية التافهة، التي تملأ الصحف والتلفاز وتويتر، لكنا في حال افضل.

بعض هؤلاء النواب والشخصيات الاعلامية التي فرضت علينا هم أشخاص لا يملكون ثقافة تبني، ولا يعرفون احترام الآخرين، ولا يجيدون أدب الحوار، ومع هذا يكبون وقاحتهم في المجتمع ليلاً ونهاراً، والناس يجرون وراءهم، ولا يستوعبون حجم الضرر الذي يصيب الكويت يوميا بسبب هذه الصراعات المفتعلة!

كلما صار حدث، صرح نائب وسياسي من دون ما يعرف التفاصيل الحقيقية للواقعة، أو يتأكد من اطرافها، فالمهم يهذر جدام الناس، ويسبق الآخرين في الظهور الاعلامي، فأصبح لدينا نواب يصرحون على: مباراة، مطعم، تغريدة طالب، خباز، أبلة، موظف، ناظر، حديقة، اشاعة، جذبة، غيرة، حلم، ياثوم.. تبي تطلع منه بفايدة حقيقية للبلد أو يقدم حلولا ناجحة أو يساهم في تطويق الفتن، لن تجد الا القليل منهم، هؤلاء الثرثارون احد اسباب بلاء البلد!

يرفعون شعارات براقة عن الاصلاح او حماية الدستور او مكافحة الطائفية او الاستقرار او التنمية، وهم كاذبون.. تكذبهم افعالهم ومواقفهم، فلسانهم يقطر حلاوة، وافعالهم سموم تصيب الوطن والمواطن في مقتل، فهم سباقون لتحقيق المنافع الشخصية والحزبية والطائفية والقبلية.. يا معشر نواب الثرثرة سمعناكم سنين، فارحموا الكويت واكرمونا بسكوتكم بضعة أشهر!.. والله الموفق.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.