الغالبية في مجلس 2012 المُبطل للامانة انتقائيون بشكل فاجر. فهم يختارون من الاحداث ما يتناسب ومصالحهم الانتخابية ويعملون Uturn على ما سواها.
فمثلا خالد السلطان ينصح الحكومة ويدعوها «الاستفادة من حكم المحكمة الدستورية الالمانية التي ابطلت الدوائر الانتخابية وعهدت إلى البرلمان بتعديلها» («الراي» الاحد الماضي)!
لم افهم لماذا ينصحها مع أن الحكومة التزمت بنصيحته هو وتوجهت للدستورية كما يريد. أما إن كان يقصد أن الالمان أعادوا الكرة لملعب المجلس التشريعي، فكيف نفعل هنا مع أنه وزملاءه النواب هم من عطلوا المجلس، وهم من وضعوا البلد في هذا الفراغ الدستوري. فما العمل إذاً!؟ (أعلم أن الحكومة ايضا تلعب مثلهم، لكني هنا فقط لمناقشة السلطان)
عزيزي السلطان، حتى الالمان والاوروبيون الذين تجعلهم مضرب الامثال وتستنجد بهم لن يملؤوا عينك ولا عين زملائك. فالأوروبيون عندهم الكثير من المواقف التي تصلح للاحتجاج بها على نفسك ومواقف زملائك، فلِم لا تتعلم منهم طالما انك وجدتهم ارباب الديموقراطية ومعلمي دولنا في هذا المجال؟
هل تعلم يا نائبنا السلفي أن الشعب الالماني نزل للشوارع في مدينة روستوك للتنديد بذكرى اعمال شغب عنصرية شهدتها المدينة قبل سنوات ضد المهاجرين الاجانب، في الوقت الذي أنت ورفاقك تنزلون للشوارع ضد الكويت لانها ارسلت فرقا طبية لمساعدة الشعب البحريني من الظلم والتعسف الواقع بحقه حينما طالب بالحرية السياسية!
برغم ضيق اليد، هل سمعت يا عزيزي السلطان بتظاهرات اليونانيين يحتجون ضد حالات الاعتداء التي قامت بها جماعات عنصرية يمينية متطرفة على المهاجرين في بلادهم، في الوقت الذي تصلح انت وزملاؤك لتقدموا حلقة في البرنامج الكوميدي «ارجوك ما تفتيش» لأنكم حذرتم أهل الكويت من اكل «التشريب» بالخبز الايراني واستبداله بالرقاق حفاظا على عقيدة أهل السنة والجماعة!
يقول زميلك مسلم البراك في خطبة الإرادة مخاطبا السلطة ان الشعب الكويتي جرب السلطة 50 عاما فجربونا 4 سنوات. مع الاسف يا غالبية جربناكم ثلاثة اشهر لكنها مرت علينا ثلاثة قرون…!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق