احمد المليفي: ساحة الإرادة وفندق صح النوم

واضح أن الاغلبية البرلمانية في البرلمان المبطل تعيش في حالة ازمة حقيقية وتواجه صعوبة في اقناع حتى مؤيديها القريبين منها فيما تطالب به من مطالبات خاصة في مسألة عدم الذهاب الى المحكمة الدستورية او استمرار المطالبة بسحب طلب دستورية قانون الدوائر الانتخابية المقدم للمحكمة الدستورية، لان مثل هذه المطالبة لا يمكن ان يقر بها صاحب عقل حر يريد مصلحة البلاد والعباد متجردا من الانقياد لاي طرف كان هذه الازمة النفسية التي تعاني منها الاغلبية بدأت تظهر على تصرفاتها من خلال حدة الانحراف في استخدام لغة الحوار من كلمات مبتذلة يستخدمها البعض الى كلمات موغلة في التجريح ونبرة عالية في التهديد. وكلما ارتفع سقف هذه الكلمات عكس ذلك ما تخفيه النفوس من حالة الضياع والاحباط التي يعيشونها، المشكلة انه بدل العودة الى طريق الصواب والسير على جادة الحق هناك اصرار على الاستمرار في طريق مسدود ومحاولة للانحراف عن طريق قد اتضحت معالمه ومحاولة التصعيد للتصعيد وانا اجزم ان هناك فئات من الاغلبية تسعى لاصطناع مواجهة مع السلطة حتى لو تضرر فيها أي من الاطراف. المهم كسب تعاطف الناس

ولو على حساب تعاسة البعض الاخر من المؤيدين او غيرهم ومن ثم تركهم يواجهون مصيرهم كما هو حادث الان في قضية اقتحام مجلس الامة فقد تمسك الاعضاء المقتحمون بحصانتهم في مجلس يصفونه بمجلس الخزي والعار وتركوا الشباب يواجهون مصيرهم القانوني وحدهم، اخر صيحة من صيحات التصعيد غير المبرر والذي يكشف مدى الاحباط الذي تعيشه الاغلبية والرغبة في اصطناع حالة من المواجهة والفوضي دعوتهم للمبيت في ساحة الارادة على امل ان تمنعهم الشرطة وتحدث المواجهة.

ولو كنت ناصحا وزير الداخلية لنصحته بألا يرسل الى ساحة الارادة الا شرطة المرور لتنظيم المرور وترك من يريد ان ينام لينام حتى الصباح ولقلبت ساحة الارادة لهم الى «فندق صح النوم لغوار الطوشي».
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.