كم أكره هذه الكلمة، سمعتها للمرة الأولى في الصغر، إبان الحرب الأهلية في لبنان، حيث كنا نسمع وعبر الإذاعة، وشاشات التلفزة، الجبهة الوطنية حاربت، وقاتلت، وشردت، وفعلت، وو، وغيرها من الممارسات الوحشية التي تمت تحت راية هذا الاسم الكريه، بحق أخوة العروبة، والدم!
البعض هنا تفتق ذهنه عن مسمى لعله ينقذ مشاريعه، وأجندته غير الدستورية، فأعلن عن مسمى غريب عن بيئتنا وساحتنا السياسية، الجبهة الوطنية، ماذا قلت يا أخا العرب، جبهة وطنية، لأجل ماذا؟..يبدو أن الفلول الحدسية-الشعبوية، تريد تخطي دستور62، هذا الدستور الذي عانى من أجله الآباء المؤسسون كثيرا، وقاسوا المرارة وبما تعنيه الكلمة من معنى، وقاوموا الضغوط، ليؤمِنوا لنا وللأجيال القادمة خارطة طريق ثابتة، تصيغ مستقبلا مشرقا، متفائلا، يحفظ الحقوق، ويصونها من العبث، والضياع.
ما يحدث في الساحة من جعجعة، وضجة، وصخب، ليس إلا حيلة تريد من خلالها الفلول الوصول إلى غاياتها غير الشعبية، كرئاسة الحكومة، والإمارة الدستورية، مطالب من المستحيلات، بل إن الوصول إلى القمر أسهل من حدوث هذا الأمر، وهم يعلمون ذلك جيدا!
إذاً، الطنطنة على هذا الوتر غير الدستوري، لن يأتي بنتيجة للفلول، والتي تسعى هذه الأيام، وبكل طاقاتها القصوى، لمنع تعديل الدوائر، والتي تعني، النهاية الحتمية للتحالف الحدسي-الشعبوي على الساحة السياسية، حقيقة لا يريد هذا التحالف رؤيتها، بل انها أصبحت هاجسا يقض مضاجعهم، ولهذا ترى عزيزي القارئ، ما يجعلك تستلقي على قفاك ضحكا، من كثرة ترويجهم لنظرية المؤامرة، التي لم تعد تنطلي على الأطفال الصغار، ثرثرة تعكس الخوف والقلق من الانتخابات المقبلة، والتي قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب، والسر يكمن في كلمتين فقط، النائب السابق…!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق