لسجال السياسي أصول وقواعد تتطلب ابتداء أن يتساوى المتساجلون بالحجم السياسي، كأن يساجل نائب وزيراً وكاتباً كبيراً، ولكن بعض التصريحات السياسية تجبرنا – نحن المساكين – ان نعلق سياسياً على من أطلق هذه التصريحات من باب التعليق السياسي مع إقرارنا بالفارق الضخم مع بعض من نعلق على كلامهم.
النائب الفاضل مسلم البراك ذو حجم سياسي جعل أكثر من 30 ألف مواطن ينتخبونه، ذكر في ديوان الداهوم ان من يقومون بالدفاع عن الحكومة، وبالنص حسب الزميلة «السياسة»، هم: حرامي كوفوما وبتاع حقوق الإنسان وعميد الأيتام ووزير انحاش.
ومع يقيني ان كل من ذكر يستطيع ان يدافع عن نفسه، إلا أن جملة وزير انحاش استوقفتني أكثر من غيرها، وبعد السؤال والتمحيص تبين لنا ان الوزير المعني هو الكابتن سامي النصف.
ومع مقارنة بسيطة أحبيت ان أنشط بها ذاكرة القارئ الكريم، أذكر التالي:
سامي النصف كان من أشد المناهضين للدوائر الخمس من باب عدم القفز إلى المجهول دون التحقق من التبعات السياسية، وعانى الأمرين من هذا الموقف، بينما أيدها وبلا تردد النائب الفاضل مسلم البراك، وكلنا شاهد ما وصل إليه المجتمع الكويتي من جراء حركة «نبيها خمس».
سامي النصف كان من أشد المؤيدين لصفقة «الكويتية» لتحديث الأسطول بسبب عضويته بمجلس الإدارة الذي عقد الصفقة، ولأنه قبل هذا وذاك قبطان طائرة، خبير بالطائرات، بينما وقف ضدها النائب الفاضل مسلم البراك مما ادى إلى الغائها، وكلنا يعلم ما المردود السلبي من هذا الالغاء. وأضيف، إذا أرادت «الكويتية» أن تشتري الطائرات نفسها فعليها ان تضيف مبلغ مليارين وثلاثة أرباع المليار لاجراء الصفقة مرة اخرى، فما تعليق القارئ الكريم على الموقفين؟!
الكابتن النصف من اشد المناهضين لقانون الـ «بي او تي» الذي اقره المجلس منذ خمس سنوات، بينما شرّعه وسوّق له النائب الفاضل البراك، مما يعني اننا سنطلب تعليق القارئ الكريم مرة اخرى على حال الاقتصاد الكويتي الحالي، وهل قام قانون الـ «بي أو تي» بتحسين الوضع ام بزيادة الطين بلة؟!
نحن نذكّر ان النصف استقال لاسباب طبية بعد ان اكد له اكبر اطباء لندن ان استمراره فوق هرم وزارتي الاعلام والمواصلات قد يتسبب له بالكثير من الاذى الصحي، وان العلاج قد يتطلب اشهرا، فأبى الوزير النصف ان يستمر بالوزارة وان يقوم باستلام الرواتب، مع علمه بأن حالته لن تسمح له بالقيام بواجباته ومسؤولياته الوزارية على اكمل وجه.
في الحالات الاخرى التي يعلمها بو حمود جيداً، هناك وزراء استمروا اشهرا طويلة برحلات علاجية دون ان يقدموا استقالاتهم وهذا حق لهم، ولكننا ايضاً وايضاً وايضاً نطلب من القارئ الكريم ان يقارن، ونثق كل الثقة بقدرته على معرفة من هو على حق ومن هو على باطل.
كل ما ارجوه ان نبتعد عن الشخصنة وان نختلف بالسياسة، لا ان ندخل بالامور الشخصية والحالة المرضية للناس حتى لا نضطر للدفاع عمن نحب، ويعلم الله اننا لا نريد ذلك، ولكن اذا دعت الحاجة فسنفعل، ومحشوم يا بو عبداللطيف.. فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق