توقفت جهينة عن تقديم الخبر اليقين

رحل الإعلامي والمخرج والممثل القدير أحمد سالم عن الدنيا، بعد أن انتكست حالته الصحية التي أدخل على إثرها أسبوعاً في مستشفى مبارك، لكن دون جدوى، فقلب «جهينة» توقف عن نبض الحياة يوم أمس، تاركاً إرثاً كبيراً من الأعمال الإبداعية والراقية وخلقه الرفيع وتواضعه تخلد ذكراه.

أحمد سالم القصاب أحد أهرامات الإعلام الكويتي، صوته عانق الأسماع عبر أثير إذاعة دولة الكويت منذ مطلع ستينيات القرن العشرين، وكان قبلها مقدماً وممثلاً في إذاعة الشرق الأدنى في لبنان التي تعلم منها أصول الفن الإذاعي، وانتقل بعدها إلى إذاعة جدة بوظيفة مذيع ومخرج، ثم استقر في إذاعة الكويت.

تسلسل الراحل في التقديم الإذاعي، فكان في البداية مذيع ربط ثم مقدماً وقارئاً للنشرات، لديه ملكة الكتابة البرامجية والدرامية والحس الإخراجي، فأبدع في هذين المجالين أيضاً، كما كان معلماً للعديد من الأجيال التي تخرجت على يديه في إذاعة الكويت.

في شهر سبتمبر من عام 1960، وصل أحمد سالم إلى الكويت ليعمل في إذاعتها بتشجيع من نجدات المحتسب، وشارك في تقديم العديد من البرامج، كما عايش لحظة استقلال دولة الكويت في 19 يونيو 1961.

عند مطالبة عبدالكريم قاسم بضم الكويت، قدم أحمد سالم موقفا مشرفاً بإنجاز برنامجَي «قاتل الأحرار» و«حقيقة الأخبار».

تدرج في العديد من المناصب الإدارية في إذاعة الكويت، من بينها نائب رئيس قسم التمثيليات بالإذاعة عام 1965، ورئيس قسم الإخراج في 5 أكتوبر 1973.

النافذة وجهينة

يعتبر برنامج «نافذة على التاريخ» من أشهر أعماله التي شارك في تقديمها منذ منتصف سيتينيات القرن المنصرم، وكان من إعداد الراحل درويش الجميل وإخراج عبدالأمير التركي، وبرنامج «أخبار جهينة» الذي قدمه قبله أسامة المشيني وناعسة الجندي فترة من الوقت، وبعد سفر المشيني، جاء سالم بحنجرته الذهبية عام 1973 ليقدمه وزميلته الجندي عبر نصوص أعدها سليم سالم، وقد تحوّل البرنامج من تقديم النوادر إلى الشؤون الصحية والابتكارات العلمية الجديدة.

وأثرى سالم الإذاعة الكويتية بمشاركته في العديد من الأعمال مثل «نجوم القمة»، و«مكارم الأخلاق»، و«النبأ الحق»، و«همسات الليل»، ومقدمة المسلسل الإذاعي «مخروش طاح بكروش»، والسهرة الإذاعية «المقعد الخالي».
لقد استحق المبدع أحمد سالم عن جدارة جائزة الإبداع في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن تقديمه للبرنامج الإذاعي «القدس لنا» الذي حازت من خلاله إذاعة دولة الكويت أيضاً الجائزة الذهبية.

قالوا عنه

الإعلامية القديرة أمل عبدالله عبرت عن حزنها الشديد، إذ أجهشت بالبكاء مرات عدة، وعندما تمالكت نفسها قالت إن الفقيد كان رمزاً وعلامة متميزة وعلماً من مؤسسي الإعلام الكويتي، لن يتكرر ولن نجد مثيلاً له كمذيع ومخرج ومثقف وواع في فهم الرسالة الإعلامية الإذاعية، لن ننساه فهو موجود في كل أعمالنا.

أما الفنانة القديرة سعاد عبدالله، فقالت عن الراحل: «لقد أعطى الكويت كثيراً من خلال إخلاصه وتفانيه في العمل، زاملته في الإذاعة قرابة 45 سنة، ومنذ ذلك اليوم حتى قبل رحيله لم نسمع أنه أحدث أي مشكلة، فهو يؤدي وظيفته على أكمل وجه ثم يرحل، وشاركته في تقديم العديد من البرامج والدراما الإذاعية بينها «نجوم القمة» و»نافذة على التاريخ».

وعبر الشاعر الغنائي ومقدم البرامج بدر بورسلي عبر الهاتف من بيروت عن حزنه برحيل «بو جمال»، وقال: «إنه أثرى إذاعة الكويت بأعماله المتميزة وخرّج جيلاً من المذيعين الكويتيين، بكل أسف لم نعرف قيمة هذ الرجل إلا الآن».

أما د. فهد العبدالمحسن الذي زامله كمخرج واشتغل معه كممثل، فقال: «إن الكويت فقدت عموداً من أعمدة الإذاعة، لقد غرس فينا «بو جمال» حب العمل الإذاعي وخصوصاً الدراما، والانضباط في العمل والاحساس بقيمة الوقت».

وأخيراً قال المخرج الإذاعي فيصل المسفر: «إنني تتلمذت على يد الراحل، فهو معلمي الأول في الإخراج الإذاعي، لقد كان إنساناً ذي خلق عال، وفناناً بكل ما أوتيت الكلمة من معنى، بالفعل افتقدنا أستاذاً كبيراً».
رحم الله أحمد سالم، وألهم الله أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.