ثلاث ملاحظات اضعها في مقدمة مقالي هذا، لعلنا نستشف أو نفهم ما يدور أو ما يخطط لوطننا من مؤامرات ودسائس.
< الملاحظة الاولى وهي على صيغة سؤال نوجهه لمن يعنيه الامر، وهو الى متى ستستمر تلك الفئة المارقة على التأزيم السياسي وزعزعة استقرار البلد وامنه الاجتماعي؟ وبصيغة اكثر وضوحا وصراحة نسأل الى متى سيستمر احمد السعدون الذي مضى من عمره السياسي اكثر مما بقي ومسلم البراك ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش وبقية الجوقة أو الكمبارس يصدعوننا صباح مساء في قضايا وامور شخصية أو شخصانية لا تهم عامة الشعب الا من باب التسلية والترف..؟!!
< الملاحظة الثانية: يشهد الشارع الاردني في هذه الايام مسيرات واعتصامات وملتقيات تقودها احزاب وجماعات الاسلام السياسي بضلعيه الاخوان والسلف، فهل ما تشهده الساحة الكويتية تزامنا مع مسيرات واعتصامات الاردن هو من قبيل الصدفة البحتة أم ثمة قيادة واحدة تقود جوقة الاردن وجوقة الكويت مثلما قادت وبنجاح منقطع النظير جوقات بلدان الربيع العربي؟ ففي الاردن يطالبون بالحكومة البرلمانية ومحاربة الفساد والغاء الصوت الواحد، وهنا يحملون ذات المطالبات، فهل الصدفة البريئة وحدت مطالب الساحتين أم ثمة اتفاق بين اخوان الكويت واخوان الاردن..؟!
< الملاحظة الثالثة: هل تعديل أو تنقيح الدستور مكانه التجمهر في الساحات والزعيق وتحريض الشباب وتعطيل مصالح الدولة أم من خلال الجلوس والمحاورة العقلانية ومطالعة آراء الخبراء الدستوريين والقانونيين ومراعاة حقوق الحاكم والمحكوم مثلما حصل عندما كتب الدستور رجالات الكويت الاوفياء المحترمون، والاهم هل القصد من حشد الجماهير الدفاع عن الدستور أم العصف بالشرعية الدستورية..؟!!
لعلي اكاد ارى ان الصورة التي تبدو عليها الاردن في هذه الايام هي ذات الصورة القاتمة التي تبدو عليها الكويت وهي ذات الصور بأبعادها واحجامها التي بدت عليها بلدان الربيع العربي، وهي لئن اختلفت هنا ظاهريا لكن في المحصلة هي واحدة، قارنوا الهتافات والشعارات التي يرفعها الهتافون في الاردن الى الهتافات والشعارات التي يزعق بها الهتافون هنا في ساحة الزار، فإذا كان الهتَّافون الاردنيون قد استغلوا الازمة الاقتصادية الخانقة في بلادهم ورفع اسعار المحروقات وتدني الرواتب والمعاشات والبطالة ومستويات الفقر، فما عذر الكويتيين؟ فالرواتب والمعاشات من اعلى المستويات لا في الدول القريبة وحسب وانما في بلدان العالم، والبطالة مكفولة والمواد الغذائية والوقود ومواد البناء مدعومة هذا فضلا على مجانية التعليم من الحضانة الى ما بعد المرحلة الجامعية وكذلك الرعاية الصحية مجانية، فما هو الداء يا من نصبتم انفسكم متحدثين باسم الشعب الكويتي والشعب والله بريء من افعالكم واجزم سيكون عيدا اذا فارجتم عن وجهه..!!
كذبة كذبوها وصدقوها، فما هو وجه الصدق في الدفاع عن الدستور، وكيف التم المتعوس على خايب الرجا؟ وهل هؤلاء الذين التموا في ساحة الزار صاروا من نكد الدنيا رجالات وقادة الكويت والناطقين باسم الشعب والمدافعين عن حقوقه؟ واية حقوق هذه يا من تزعمون للدفاع عنها؟ حدكم.. فاللعبة باتت مكشوفة والشعب ليس مغفلا ولا جاهلا حتى تنطلي عليه الكذبة، فما يحدث في الكويت هو عين ما يحدث في الاردن وهو عين ما حدث في بلدان الربيع العربي وهو زعزعة الاستقرار وانقضاض احزاب التأسلم من الاخوان والسلف على الشرعية الدستورية..!!
ان من يصف غيره بالقبيضة والفساد عليه اولا ان يثبت هو نزاهته، واثبات النزاهة ليس بقبض المال أو الرش، فللنزاهة ابواب عدة، لعل آخرها تقبيض المال وقبول الرشى، فهل فيكم يا مَن ترمون الآخرين بالفساد والقبيضة تجزمون على نزاهتكم ونظافة أكفكم وعدم هضم أو التعدي على حقوق المستضعفين وتجييرها لربعكم وناخبيكم أو لأنفسكم، ثم ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، فحتى هذه اللحظة لم تصدر المحاكم حكما واحدا يدين المتهمين بشبهة قبض المال والرشى، فكيف جازت انفسكم اتهام الآخرين بلا دليل..؟!!
أَما عن مسألة الدوائر الانتخابية، فما العلة اذا كانت الدوائر الانتخابية عشرا أو خمسا أو دائرة واحدة والتصويت لمرشح واحد؟ هذا اذا كنتم وطنيين جئتم لخدمة المواطن ورفعة شأن الوطن، فالوطن واحد والنائب يمثل الامة، الا اذا كنتم غير واثقين من ناخبيكم وتاليا من نجاحكم أو انكم جئتم لخدمة احزاب أو قبائل أو طوائف دون غيرهم..!!
اخيرا ان تأسيس ما يسمى الجبهة الوطنية لحماية الدستور لعبة خبيثة من خبائث الاخوان، وستثبت لكم الايام ما كان خافيا يا من حشرتم انفسكم في تلك الجبهة الهلامية الرخوة.. ان هؤلاء لا امان منهم، انظروا كيف نجحوا في التوغل بكافة مفاصل الدولة المصرية من الاعلام الى التعليم الى الجيش الى قيادات المحافظات، وانظروا الى ما آت اليه الامور في تونس الخضراء وليبيا والمغرب واليمن.. ان هؤلاء لا يهمهم الدستور ولا الديموقراطية، تهمهم السلطة «السلطة وحسب».
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق