الى متى ستبقى الحكومة خائفة من ببغاوات “الا الكرسي” الذين انكشفوا كليا و ظهرت قوتهم على حقيقتها في تجمعاتهم الاخيرة? والى متى ستبقي الحكومة الشعب يكابد منغصات يُطيل أمدها التردد, حتى لا نقول العجز, عن اتخاذ القرار? ألم يحن الوقت كي تحسم الدولة أمرها وتسير في طريق العمل غير عابئة بتلك القلة التي لا تمثل الا نفسها?
الشعب ما عاد يحتمل أي اطالة لما يعانيه, فيما يبدو له ان حكومته تقدم المبررات لمجموعة التأزيم كي تستمر في خطف البلاد, او بالاحرى ارهاب الدولة ومنعها من العمل, بل الابقاء على الآثار الكارثية للمجلس المبطل ماثلة أمامنا, وكأنها تهوى جلد ذاتها, او تعتبر كل ما عرقله ذاك المجلس من الامور التي يجب المحافظة عليها وعدم المس بها, ففي ذاك المجلس لا مشاريع الكهرباء أنجزت, ولا خطط تطوير حقول النفط رأت النور, ولا خطة التنمية وضعت على السكة, إنما مجلس “الزعيق” والتخوين رفض إقرار المرحلة الثالثة من هذه الخطة, واختار السير في طريق التفتيش في نوايا الناس وتكفيرهم استكمالا لخطة غالبيته في تحويله الى مخفر لا تنقصه الا نظارة, بعد ان نصّب بعض نوابه أنفسهم قضاة وطنية وتدين, بل تحولوا الى محققين وسجانين.
الكويتيون رفضوا تلك الجماعة, وما خطابها الشوارعي الا تعبير عن إفلاسها, وطنيا وأخلاقيا, و وصولها الى الدرك الاسفل, فيما الحكومة لم تحرك سكنا وتؤدي دورها في إعادة الروح للمؤسسات وتعمل بجد على إخراج الشعب من نفق أدخلته فيه عنوة ميليشيا الصراخ الشوارعية.
الناس اكتشفوا من كان طوال 30 عاما يعيق المشاريع ويهيمن على قرار المؤسسات والوزارات بالصراخ والابتزاز والتهديد والوعيد والاستجوابات, ومن تسبب طوال تلك السنوات في إطالة معاناة المقترضين والمتعثرين وزاد من مآسيهم, لذا انفضوا عن ببغاوات “الا الكرسي” الذين ليس لديهم الا “المهايطة” في رفض تعديل قانون الدوائر حتى لا يفقدوا سطوتهم.
هذا هو الوقت المناسب لتنفذ الدولة كل المشاريع التي عطلها هؤلاء, أكان في الكهرباء او النفط او البنية التحتية او ال¯”BOT”, بل بإمكان صاحب السمو الامير ان يأمر الحكومة بتنفيذ كل تلك المشاريع وبمراسيم ضرورة, فيما يبقى ببغاوات”الا الكرسي” يضربون رأسهم في صخر يأسهم من استرداد ما خسروه بأنفسهم, بل ان الدولة قادرة على ترسيخ نهج ديمقراطي وإنمائي صحيح غير مرهون بتلك الجماعة.
اذا لم تبادر الحكومة الى إنقاذ البلاد مما تعانيه فستفقد كل الرصيد الشعبي الذي قدم لها على طبق من ذهب, فشمس الحقيقة أشرقت وانزاحت عتمة التضليل التي فرضتها لفترة ميليشيا الابتزاز, فهل ستفتح الحكومة عيونها وتنظر الى شعبها أم ستبقى أسيرة ظلام حفنة “شوارعية”?
أحمد الجارالله
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق