خالد الجنفاوي: شباب: لا يخدعكم هِياطهم

“وما زال في هَيْطٍ ومَيْطٍ وهِياط ومِياطٍ أَي في ضِجاجٍ وشَر وجَلَبة, وقيل: في هياطٍ ومياطٍ في دُنُو وتَباعُد. والهِياطُ والمُهايطةُ: الصِّياح والجَلَبة” (لسان العرب).
اعتقد ان الشاب الكويتي يتميز بروح وطنية مثالية, وبحس وطني راق جدا. بل ويمتلك الشاب الكويتي وجهات نظر معتدلة وعقلا متفتحا يوازن بين متطلبات العصر وبين قدرته كشاب على استثمار طاقاته الذهنية والجسدية بما سيجلب المنفعة لوطنه ولمجتمعه الكويتي. ومن هذا المنطلق, فما هو متوقع ان يحدث في سياق التحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة هو استمرار الشاب الكويتي حرا فعلا في رايه, وراقيا في طرحه الوطني يستوعب قلبه النبيل امال وتطلعات وطنه الكويتي. ولكن كي يبقى الامل حاضرا يتمثل في قدرة قادة المستقبل على نقلنا من حاضر معاصر الى مستقبل اكثر تطورا ونجاحا فحري اذا ببعض شبابنا الوطني اهل العقول الحرة تفادي الوقوع في شراك هياط البعض وبخاصة اولئك الذين يريدون استغلالهم في تحقيق مصالحهم الانتخابية الموقتة. فالانسان الحر فعلا لا يقع ضحية سهلة للمهيجين والباحثين عن الشهرة بينما يحاولون استغلال مثالية الشباب ونبل اخلاقهم.
فالمنطق والعقلانية يؤكدان مثلا انه يستحيل ان يكرس بعض المهايطيين والمتاجرين في مشاعر عامة الناس مواطنة حقة او يساهموا في تطوير المجتمع. فديدن هذا النوع من المهايطيين ذوي الجلبة والصياح المستمر ومن تمرس بعضهم تشويه الوقائع الاجتماعية والسياسية هو حيازة اكبر قدر من النفوذ على مصائر الناس الاخرين, وبخاصة الشباب. على سبيل المثال, لو كان المهايط الديماغوج زعيما ديمقراطيا بحق لما استمر يكرر الاسطوانة نفسها لسنوات وعقود, من دون فائدة تذكر, بل لو كان بعض هؤلاء المتكسبين يريدون فعلا تطوير المجتمع ونقله من حالة معينة الى حالة اخرى اكثر تطورا وديمقراطية لما استمروا يعتلون المنصات في كل مناسبة, من دون ان يسمحوا للشباب الوطني ان يعبروا فعلا عن ما يدور في خواطرهم.
و لن تتحقق بعض تطلعاتنا الوطنية الايجابية ما دام البعض القليل يبدو انه لا يزال ينبهر بالكاريزمية المفبركة لاهل الصخب والجدل والمماحكين الجدليين الساعين فقط الى تحقيق مصالحهم الشخصية. فالانسان الكريم والفرد الحر والمواطن الحق فعلا لا يقدم نفسه ضحية سهلة على طبق من فضة للمهايطيين الديماغوجيين او كطاقة مجانية يستعملها بعض هؤلاء لاشعال نيران انانيتهم وهوسهم باستحواذ النفوذ السياسي والاجتماعي على حساب الوحدة الوطنية. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.