برغم المآخذ الكثيرة على الحكومة، وبرغم ما نقرأه من اتهامات وتطاول على بعض أفراد الأسرة الحاكمة، فإننا كشعب لدينا أمل أن الحكمة ستسود والخلافات بين أفرادها ستزول، متى ما فكروا بأن ما سيحدث لهم أسوأ بكثير مما سيحدث للمواطنين العاديين إذا ما استمرت هذه الخلافات وهذه الفوضى… وبذلك الأمل لن نرضى بديلاً عن الأسرة كحكام، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فمن يضمن لهم ولنا ما ستؤول إليه الأمور؟
أنا كمواطن لا أرى بصيص أمل بأن ننتهي من هذه الأوضاع، وأملي وأمل الكثيرين، وأنا متأكد بأن أملنا الوحيد بعد أن فقدنا الأمل من نواب الخيبة وساحة «القرادة»، وبعد أن راقبنا الحكومات المتعاقبة، أملنا الوحيد هو حكمة ولي أمرنا في إنهاء هذا الوضع، لعلهم يفهمون، نواباً ووزراء وقياديين، أن «كثر الدق يفك اللحام».
من خلال الحكومات المتعاقبة أصبحنا نعيش عملية تغيير وزراء، ولا نرى تغيير سياسات الوزارات، نلتفت يمنة ويسرة بين وزير وآخر ولا نجد إلا تصريحات هلامية تحاول أن تقنعنا بجدوى وجود هذا الوزير أو ذاك، وبأن الأمور ماشية، مع العلم أن كل شيء مجمد ومشلول، ولا ترى مستقبله حتى «بدربيل»… ليس في ظل هذه الحكومة فقط، بل لفترة امتدت سنوات، وحكومات متعاقبة، ونحن كمواطنين ننتظر أي تصريح متفائل أو خطط تدعو إلى الطمأنينة أو نظرة مستقبلية، ولا نجد إلا سراباً.
فالوزير السابق مثل من سبقه، والوزير الحالي مثل الذي احتل المنصب قبله… يعني استمرارية الشلل والجمود الا عن «حلفة الله»، فإن معظم الوزراء الجدد، وبمجرد أن يتسلم عمله يقوم بإعداد قائمة لمن يريد أن يقاعدهم بحجة سن التقاعد أو عدم الإنتاجية أو… أو… أو… ولتشغر أماكنهم ويعين بها من له التوجه نفسه أو فرضته الواسطة أو هناك صلة القرابة أو طائفة أو قبيلة!
نحن نعلم، ولا عيب في ذلك، أن تأتي حكومة صادقة ومهيأة لتغيير الأمور، رغم أن ما هو ممارس حالياً هو تغيير وجوه، نحن نريد تغييراً في النمط والثبات على الكلمة الصادقة، والحرص على أموال الدولة وثرواتها، نريد تنمية حقيقية لا وجوهاً بعضها زائف الابتسامة، وبعضها همه «يعدل البشت» أمام الكاميرات، ومن وراء الكواليس يمارس المهمة بلا مبالاة وبلا حرص على العمل الدؤوب نحو التخطيط والتنمية… وبصراحة كيف نلوم هؤلاء الوزراء، ونحن بالرغم من كل ما حدث في هذه الوزارات المتعاقبة، والتي لم نر لأغلبية الوزراء فيها أي بصمة، وفي الوقت نفسه لم نر أحداً منهم حوسب على سوء إدارته، بل ربما يرحل إلى وزارة أخرى ليجربوه بها أو إلى منصب آخر، أو حتى مستشار في مكان ما.
في النهاية، السالفة طويلة، والشق عود، ولكن كما ذكرت يحدونا الأمل بحكمة ولي أمرنا ليعيد للكويت أمانها وحبها للحياة.
د. ناجي سعود الزيد
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق