هل يحتاج الكويتيون كلاما إضافيا أكثر مما قيل طيلة سنوات الكلام؟! هل تنقصنا حرية التعبير حتى نواصل الصراخ بأقصى طاقة صوتية ونستمر في الضجيج والتغريد والتدوين والتخوين ليل نهار؟! وهل تبنى الأوطان بالفوضى والتحشيد والتجاذب والمكالمات والملاكمات والصراع والمصارعة أم أن الأوطان تبنى بالمحبة والتآزر والتناصح والتسامح والإخاء والولاء وتعزيز المواطنة والانصراف نحو الإنتاج والعمل؟!
هل تستحق الكويت أن يراها أبناؤها بهذه الصورة المعيبة المشينة؟! وهل من البر التحامل على الوطن وتصويره وكأنه الجحيم؟! وهل تحمى الدساتير بالخروج عليها وتمزيقها؟! هل يترسخ احترام القانون لدى أجيال ندربها كل يوم على تجاوز القانون؟! هل يصب في السلم الاجتماعي كل هذه التصريحات والكلمات والمواقف التي تمزق الوطن في كل محفل وفوق كل رصيف؟!
نهدر بالكلام الكبير، والكلام المرير، والكلام الخطير، والكلام السقيم الذي يدمر ولا يعمر، فلا الناس انتفعت ولا الوطن رمم تصدعاته. نأكل بشهية منقطعة النظير من خير هذه الأرض، وبعد أن نتجشأ نصف هذه الأرض بالخراب اليباب التي ينعق فيها البوم والغراب.
يجري هذا المشهد التراجيدي وسط ذهول العقلاء والجيران والوافدين والمحبين الذين لا يصدقون هذا الجحود الذي ترصده العيون.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق