قيس الاسطى: تو الناس

التهافت الكبير على التوقيع على عريضة تجريم خطاب الكراهية، يأتي بعد أن مارس بعض الداعين إلى التوقيع أنفسهم مآسي وكوارث تجاه الوحدة الوطنية، ابتداء من إثارة الحديث عن المد الصفوي وعن جيش يشتري أسلحته من بنيد القار، وإرجاع بعض الناس إلى بلدانهم الأصلية بلنجات خشبية، وسواها، وكلنا يعلم التفاصيل، باختصار عملوا «السبعة وذمتها» وقتلوا القتيل والآن يريدون المشي في جنازته.

هذا المراء والالتفاف يأتيان والبلد يعيش مرحلة سيئة جداً على جميع الأصعدة، والانقسام بلغ ذروته، ونحن إذ نكتب، فلأننا نريد فتح مرحلة جديدة على أسس صحيحة واضحة، لأن الشعارات الفارغة من المضمون لا تبني بلداً، خصوصاً أن من يدعو إلى الوحدة الوطنية مجرب ونتائجه سلبية.

إذا أرادوا صيانة الوحدة الوطنية، فعليهم أن يخففوا من حدة الخطاب السياسي، لأن الناس يعيشون في قلق كبير ويتوجسون من هذا الخطاب، وعليهم التقليل من استخدام الشارع، لأن الناس ملّت من الاحتكاكات والاختناقات، عليهم بالرضوخ لسيادة القانون، والرضا بالأحكام القضائية، لا أن يخرج علينا أحدهم ليصف الأحكام بأنها مجرّد قرارات تصدر.

عليهم بالبناء بدل الهدم، وبالابتسام بدل العبوس، وبالفرح بدل الكآبة، لأن الكويت، وعلى كثرة ملاحظاتنا، ما زالت جميلة، كما قال راحلنا الكبير د. أحمد الربعي.

باختصار، عليكم إرسال رسالة إيجابية للمجتمع الكويتي بأسره، لا أن يناور من يناور للعودة إلى الكرسي الأخضر في قاعة عبدالله السالم.

***

● بالمناسبة:

ماذا لو كانت الجريمة النكراء التي حصلت في مخفر القادسية، قد حصلت أيام وزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد الصباح؟

فعلاً، سؤال يجب أن يُطرح حتى يعرف الناس مستوى مصداقية سياسيي آخر الزمان!

«واللهم لا شماتة»!

فهل وصلت الرسالة؟… آمل ذلك.

قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.