حسن كرم: ازدواجية الإخوان وكتيبة الشهيد صدام

ازدواجية المواقف وتعددية الوجوه احدى السمات الاصلية التي تجيد لعبها جماعات الاخوان المسلمين، هذه الازدواجية أو تعدد الوجوه قد تجلى واضحا اثناء احتلال القوات العراقية لوطننا العزيز الكويت، ففي الوقت الذي كان الاخوان المسلمون الكويتيون يحضر مندوبهم المحفل السري للاخوان الذي انعقد آنذاك في مدينة كويتو في باكستان والذي انفض على بيان يعارض دخول قوات التحالف من اجل تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي، في تلك الاثناء ايضا اوفدوا اسماعيل الشطي الاخواني ورئيس تحرير مجلة (المجتمع) فيما انضم اليه من واشنطن العاصمة الامريكية طارق سويدان الذي كان يكمل تعليمه العالي هناك لغرض اجراء لقاءات مع السياسيين من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ ومع مؤسسات المجتمع المدني والصحافة والاعلام للضغط على الادارة الامريكية لوقف ارسال قوات الى الشرق الاوسط واستخدام القوة من اجل تحرير الكويت، هذا ما كشف عنه المرحوم الشيخ سعود الناصر الصباح، وفي تلك الاثناء كان آخرون وابرزهم رئيس جمعية الاصلاح الذي في ذات الوقت كان يتزعم تنظيم الاخوان فرع الكويت يلازمون الحكومة الكويتية الشرعية في المنفى في مدينة الطائف السعودية ويعدون العدة للمؤتمر الشعبي الكويتي الذي انعقد في مدينة جدة تأييدا للشرعية الكويتية، ولكنهم وضعوا حكومة المنفى بين المطرقة والسندان فقد اشترطوا ان تلتزم الحكومة بعد التحرير بتطبيق الشريعة الاسلامية أي ان تتحول الدولة من النظام المدني الدستوري الى النظام الاسلامي (الثيوقراطي) لولا تدخلات اللحظات الاخيرة من قبل المرحوم عبدالعزيز الصقر والدستوريون الذي كان لهم دور رئيسي في التمسك بالدستور وعودة الديموقراطية، هذا كان على صعيد الاخوان الكويتيين واما على صعيد التنظيم العالمي للاخوان فعلى الرغم من حضورهم للمؤتمر الاسلامي في جدة، فما ان انتهت اعمال المؤتمر حتى طاروا الى بغداد لحضور مؤتمر اسلامي مناهض لمؤتمر السعودية وقابلت قيادات الاخوان المقبور صدام حسين متمثلة بالاردني عبدالرحمن خليفة والسوداني حسن الترابي والتركي نجم الدين اربكان والمصري رئيس حزب العمال مصطفى عزت وآخرون لا تحضرني اسماؤهم في هذه العجالة، قطعا لقاؤهم بالمقبور صدام حسين لم يكن من اجل مطالبته بالانسحاب من الكويت بقدر ما كان تأييدا له..!!
اذن.. لا تتعجبوا اذا اطلق الجيش السوري الحر والذي يقوده (الاخواني) العقيد رياض الاسعد فيلق باسم «الشهيد صدام حسين» فهذا الشبه من ذاك، على الرغم من انكاره صلة الجيش الحر بذلك الفيلق وهي كعادتهم الازدواجية وتعدد الوجوه..!!
ماذا بوسع وليد الطبطبائي وجمعان الحربش اللذين وزعا صورهما على الصحافة والاعلام المحلي في لقطة استعراضية دعائية وهما يتوسطان مائدة عامرة بما لذ وطاب من اطايب الطعام مع العقيد الاسعد غير الدفاع عن الجيش الحر وقائده؟ وان الفيلق المزعوم مدسوس ومؤامرة من النظام السوري، وعلينا تصديق نفي الطبطبائي والحربش وقائد الجيش الحر، مع ان رياض الاسعد هو نفسه الذي صرح قبل ايام بأن جيشه الذي هو الجيش السوري الحر نواة للجيش الاسلامي وقيام الدولة الاسلامية السورية، فمن نصدق..؟ نصدق الثنائي الطبطبائي والحربش اللذين حملا اموالا كويتية نظيفة للسوريين المعارضين من اجل ان يستخدموها خنجرا في ظهور الكويتيين، أم نصدق تصريحات قائد الجيش الحر، أم نصدق نفيهم البارد..؟!! وهل لو كان الأسعد ليبرالياً كان هرول إليه الحربش والطبطبائي وهايف والوعلان وكل التيارات الإسلامية المتطرفة وساعدوه بالمال والسلاح؟!
لقد قلنا وما زلنا نقول لسنا مع النظام السوري ولن نبكي اذا رحل بشار الاسد، على الرغم من عدم نسياننا للموقف العظيم والمبدئي لوالده المرحوم حافظ الاسد حيال الغزو العراقي للكويت، الا ان ما يحدث الآن على الارض السورية هو حرب اهلية حقيقية حيث يوجه السلاح السوري الى صدر السوري وحيث القتل على الهوية وحيث اقتحام البيوت على الآمنين وبقر بطون الحوامل وقتل المسنين والاطفال وهتك اعراض العذارى، حسب تقارير حقوقية دولية محايدة، فماذا يرتجى ان يتحقق بعد رحيل النظام؟ هل تنشأ دولة سورية آمنة وشعب سوري موحد؟ ام ستستمر الانتهاكات الطائفية، ونبش الاحقاد القديمة والقتل على الهوية، وربما تفكيك سورية الى دويلات أو كنتونات طائفية..؟!!
ان الذين يساعدون حربا طائفية قذرة هناك سواء كانوا من تنظيم الاخوان أو من غيرهم عليهم ان يعتبروا بالخواتيم، فلا يظنون انهم في منأى من وصول النار الى ارديتهم، فالمنطقة كلها قد باتت تحت حراب حرب طائفية قادمة، فهل هذا ما يريدونه، أو هل هذا ما يرضون وقوعه..؟!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.