وليد الغانم: كيف تحوّل تويتر منبعاً للشائعات

اعتدت في حسابي على تويتر أن أكتب معلومات تاريخية مميزة عن تاريخ الكويت وأهلها، واقتنص من أيام هذا البلد أجمل الذكريات للآباء المؤسسين وبطولات أبنائه ونضالهم في بناء وطننا الغالي، ولم أتصور يوماً أن ما أكتبه قد يحور ليكون إشاعة تشغل البلد وتتدخل وزارة الداخلية ووكالة «كونا» لنفيه بسبب بعض الجاهلين أو طلاب الشهرة.

في 1999/9/16 وقع اعتداء عراقي على حرس الحدود الكويتي، توفي على إثره اثنان من الأبطال العسكريين، هما عواد الظفيري، وعبدالله المطيري، عسى الله أن يجعلهما من الشهداء، وافق الأحد الماضي ذكرى هذه المناسبة، فنقلتها من حساب «كونا» وأعاد نشرها العشرات «رتويت» من المغردين، وهو أمر يتكرر مع كل تغريداتي التاريخية.

الأحد مساء، بدأ بعض المغردين يكتب عن وقوع حادث اعتداء عراقي على حدود الكويت، تطور الأمر إلى ذكر إصابات وقتلى، ولم نصل إلى فجر الاثنين حتى كتب أحدهم التغريدة التالية «عاجل اعتداء عراقي على حدود الكويت ووفاة اثنين من العسكريين»، فطارت بها الركبان من عصافير تويتر.

الاثنين ظهراً، فوجئت بوزارة الداخلية تصدر بياناً رسمياً تنفي وقوع الاعتداء، وتؤكد أنها إشاعة مصدرها تويتر، ونشرت وكالة الأنباء الكويتية هذا البيان ثم نقلته كل الصحف ووسائل الإعلام حتى تناقلته مواقع إعلامية خليجية.

لا أدري، هل أضحك أم أبكي، هل يعقل أن الناس يكتبون في تويتر، وهي لا تقرأ؟! فما خلصنا من سرقة المقالات في الصحف حتى ابتلينا بسرقة التغريدات؟ إلى هذه الدرجة هوس البعض بالشهرة وزيادة المتابعين تدعوه لخمط أي تغريدة ونقلها، ولو بالخطأ، دون تقدير عواقبها وتبعاتها، موضوع بحجم اعتداء عسكري وقتل جنود ينشره الناس هكذا دون تثبت؟

أنا أعذر وزارة الداخلية على بيانها، وأشكرها، فسكوتها ربما يثير فتنة أكبر، لكني أعتب كل العتب على بعض المغردين، خصوصاً من الشباب ممن يستعجلون في نقل أي خبر أو تغريدة ونشرها دون تثبت، وهكذا تنتشر الشائعات بين الناس.

للأسف، فكل اختراع أصله الفائدة للبشرية يحوله البعض باباً للشر جهلاً أو بسوء نية، وتويتر بوابة التواصل الاجتماعي البارزة أصبح سلاحاً ذا حدين، حيث اتخذه بعض عديمي الأخلاق وسيلة للتشهير بالناس والافتراء عليهم، وخلق الفتن في المجتمع، وبث الشائعات، فلنحذر من هؤلاء المفسدين.

والله الموفق

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.