يوما عن يوم، يزداد يقيني أن أحد أسباب تدهورنا على أكثر من صعيد هو باختصار… الفضاوة!!
نعم هي الفضاوة، الفضاوة التي تجعل البلد يقف على رجل واحدة بسبب تأزم الوضع السياسي بشكل أساسي، هذا التأزم الذي يؤثر على معظم مؤسسات الدولة المهيمنة على معظم مناحي الحياة في دولة الكويت، وهو الوضع الملقي بظلاله على كل شيء وأي شيء، بشكل يدفع النفوس لليأس قسرا، وبشدة!
هو الوضع السياسي المشغول بالشعارات الكبيرة، والذي يرهن جميع الأمور والأشياء بتغيير الواقع السياسي «من فوق»، وهو أمر جدلي بامتياز، فهنالك الكثير من الآراء الداعية للاهتمام بالتغيير المؤسسي المرتبط بأمور الهيكلية الادارية وتطوير الجهات الحكومية المختلفة «من تحت»، وهو الرأي الذي لا يأخذ زخما كبيرا مؤيدا له باعتبار الشعارات الضخمة المرفوعة في الساحة السياسية من حكومة شعبية وإمارة دستورية وتعديلات دستورية، وغيرها!
على الرغم من كل هذا، فهنالك بعض الشواهد الداعمة لفكرة أن الاهتمام بتطوير كل مؤسسة على حدة رغم المعوقات، هو أمر لا يقل أهمية عن تلك الشعارات الكبيرة المرفوعة سياسيا في الفترة الحالية، إن لم يكن يتجاوز كل ذلك أحيانا، وهنالك الكثير من المؤسسات الحكومية أو شبه المستقلة أو بعض إداراتها ممن لا تزال تحظى باحترام وتقدير شديدين نظرا لتميزها وتفوقها رغم ما تعانيه من محدودية الدعم وعدم الاستقرار في دفة القيادة التنفيذية بشكل مستمر.
كلية الطب في جامعة الكويت هي إحدى تلك المؤسسات الناجحة في بلادي، وهي في الحقيقة كانت وما زالت مصدر فخر وحيرة كبيرين لدي، فخر لنجاحها على الدوام في تخريج أطباء كويتيين استطاعوا اثبات مقدرتهم وكفاءتهم في المحافل الدولية ودفعت أكبر الأسماء العالمية في عالم الطب بفروعه للإشادة بهم، وحيرة من أسباب نجاحها في ظل هذا الترهل الذي تعاني منه الدولة والكثير من قطاعات الدولة التعليمية وعلى أكثر من مستوى!
أعلم أن البعض قد يشير إلى كوني خريجا من هذه الكلية سابقا وأستاذا فيها حاليا تقليلا من مصداقية ثنائي عليها، لكن ما رأيكم بهذا الخبر:
حصلت كلية الطب، بقيادة عميدها الفاضل أ.د. عادل خضر على جائزة حمدان بن راشد المكتوم كأفضل كلية طب في العالم العربي، متفوقة على جميع الكليات الشبيهة في الخليج والعالم العربي بأسره!
هذا الخبر قد يهبط على البعض كمفاجأة كبيرة، لكنه ليس كذلك للعارفين بالكلية والقائمين عليها، لكن، وهذا الأهم، فهذا التتويج المظفر يعد ومضة أمل كبيرة وسط كل هذا الظلام واليأس الذي نعيشه، لذا… رغم كل شيء… تفاءلوا!
Twitter: @alkhadhari
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق