“أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ” (البلد 8-11).
اشتركت في خدمة “تويتر” ليوم واحد فقط, وألغيب الحساب في اليوم التالي مباشرة, فلقد اشتركت في خدمة التواصل الاجتماعي لغرض أكاديمي-وإعلامي بحت, وعند انتفاء الحاجة للاستمرار, قمت بإلغاء الحسابو بل واحتفظت بصورة ورقية لأمر إغلاق الحساب, ولأنني مازلت أعتقد أن الإنسان السوي والرزين هو من يكون دائماً حريصاً جداً حول ما يتفوه به لسانه وما تخطه يديه, فلذلك أفضل التمعن جيداً فيما أريد نشره, قبل إتاحته للناس الآخرين. بل يوضح القائمون على شركة “تويتر” أن “ما تقوله في “تويتر” متاح للمطالعة حول العالم مباشرة. رسائلك هي أنت” (مترجم من http://twitter.com/terms). فما ينشره مستخدم “تويتر” يعكس شخصيته الحقيقية, حتى لو كان يتقمص شخصية وهمية. فما يتم تغريده متاح بشكل فوري للعالم الخارجي, وهنا يكمن الخطر, ولذلك حري بالمغرد الجاد والمسؤول أن يحرص على التأكد جيداً من ما يريد نشره على “تويتر” لأنه سيبقى في سجل إلكتروني ولمدة طويلة, حيث يسهل الرجوع إليه وإعادة نشره, وبالطبع من دون الحاجة لموافقة المغرد ! فلا يبدو توجد حقوق طبع ونشر في “تويتر” مشابهة لما يتم استعماله عند نشر الكتب أو البحوث أو المحتويات المشابهة. ومن هذا المنطلق, ما يتم نشره عبر “تويتر” من أخبار وتعليقات يمكن للآخرين نسخها وإعادة نشرها سواء كانت محتويات بناءة وإيجابية, او العكس.
إضافة إلى ذلك, المغرد الذي يتفاخر بكثرة عدد متابعيه عليه إدراك ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقه. فكثرة المتابعين أو شهرة أحد المغردين ليست بالضرورة أن تكون ميزة إيجابية, فمن الناحية الأخلاقية, لا يمكن تبرير سلبية أو خطورة احدى التغريدات ولوم أحد المتابعين بإساءة الاستخدام, فالمغرد مسؤول أولاً وأخيراً عن كل ما يتعلق بحسابه وما يتم نشره باسمه ما لم يثبت بشكل لا لبس فيه ان لا علاقة له بالحساب الوهمي المزعوم.
فالفرد العاقل والإنسان الحكيم لا يرمي نفسه بالتهلكة وهو يرى بجلاء عواقب ذلك, بل يحرص الإنسان السوي, أخلاقياً وذهنياً, على نشر المحبة في بيئته الاجتماعية حين تكثر خطابات الكراهية, ويذكر مواطنيه الآخرين بما يشتركون به من أهداف وتطلعات ومبادئ وطنية إيجابية حين يكثر الهرج الباطل. فالمواطن الحق هو نفسه “المغرد” البناء من يحرص على تنمية الحس الوطني في مجتمعه. فلعل وعسى.
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق