بينما العين على ساحة الإرادة عشية الاثنين المقبل، يستمر «الحشد» للحشد الجماهيري، كون أن للغة الأرقام «مفعولها» في تلك الليلة على أعتاب اعلان حكم المحكمة الدستورية في الطعن الحكومي بقانون الدوائر الانتخابية.
وعلى ذلك، كانت ندوة «الاصلاح السياسي» أول من أمس بسقف خطاب عال، حذر من خلاله النائب الدكتور فيصل المسلم من اللجوء الى «الخيار الأمني»، وأكد النائب فلاح الصواغ أن «أي شيخ لن يصل الى الحكم الا برضا الشعب».
وجدد النائب في مجلس 2012 الدكتور خالد شخير الدعوة الى انتزاع منصب رئيس الوزراء من الأسرة، مشددا على أن الأصل الحقيقي للإصلاح يكمن في الحكومة المنتخبة.
وقال المسلم: «ان قانون الدوائر الانتخابية يعتبر من اهم القوانين لانه اساس احترام إرادة الامة، وما نراه الآن من مساعي السلطة بشأنه يهدف الى تفصيل قانون يوصل من تريد (السلطة) وتستبعد من تريد حتى تسيطر على المجلس وما يخرج عنه من تشريع ورقابة».
وكشف أن قراءته لخيارات السلطة «أنها ستذهب للخيار الامني، وهو أسوأ خيارات أي سلطة، وقد يدفع الشعب والمصلحون ثمن هذا الخيار في البداية، لكن السلطة ستدفع أقوى الأثمان في النهاية».
وأشار الى أنه «لم يعط أي شعب للحكم ما أعطاه الشعب الكويتي لأسرة الصباح ابتداءً من اختيارهم، وعلى الاسرة ان تعي هذه الرسالة، فالبلد تأسس قبل اسرة الصباح بناءً على هجرات وقبل وصول اسرة الصباح، وعندما بدأت الامور تنتظم اختار الشعب الصباح برضاه ومحبته واحتضنها لأكثر من 260 سنة، وجسد هذا الامر بدستور نص على مادة تحدد الحكم في ذرية مبارك ويقسم الشعب من خلال نوابه على ان الحكم في هذه الذرية».
وأكد أن «الغالبية هي رسالة الشعب الكويتي، ورغم أن فيها ما فيها، فإننا نقول ان هذه الرسالة واضحة ونكررها للحكم ويجب ان يفهمها، أن هناك إرادتين في كل بلد هما إرادة شعب وإرادة حكم، وإذا لم تتوافقا فإن المتضرر البلد والشعب وأولهم الحكم، ولا يفرح أحد بالمطبلين والمزورين لأنهم هم من أهلك الشعوب والحكم، ففي كل بلد أحمد عز وفتحي سرور وأحمد شفيق».
واضاف المسلم: «ان الرسالة بشكل صريح وواضح للاسرة مفادها ان الشعب شريك وهو الأصل في إدارة شؤون الدولة، واستبعاده هو الذي يولد الخطأ».
وقال المسلم: «على الشعب أن يتحرك دفاعا عن مستقبله حتى تعي السلطة، ولا بد أن نشارك في ساحة الإرادة يوم الاثنين وفي النهاية سينتصر الشعب وإرادته».
وشدد: «لا ينخدع أحد بأن الخيار الأمني سيحسم المسألة، ورسالتنا للقضاء هي أنه والمحكمة الدستورية أمناء على الدستور».
من جهته، قال النائب الصواغ: «إن النائب يفتخر اليوم أنه يقف في الدائرة الخامسة التي عجز رموز الفساد عن أن ينجحوا فيها قبيضا. فعشرة نواب لم يخونوا الأمانة والانتخابات المقبلة مهما كان نظامها سواء خمس دوائر بأربعة اصوات او بصوتين فلن تخرج إلا الفحل وسيعجز أبناء السلطة عن أن يفرقونا».
وأكد: «يكفي 50 سنة من تجاهل أبناء المناطق الخارجية وتحتنا البترول، ونحن محرومون من الطرق والحدائق والمستشفيات. لقد قسمتم البلد إلى مناطق خارجية وداخلية.
6 سنوات وهناك غيمة على البلد دمرت التنمية وفرقت المجتمع الكويتي ودمرت مصالح البلد والمؤسسات رغم توافر المال والعقول والبترول، والسبب ثلاث جهات هي الحكومة الخفية والصراع على السلطة وبعض التجار الذين لم تمتلئ بطونهم، وكذلك الأكثرية في مجلس 2009 واقلية مجلس 2012 الذين لم يكتفوا بالقبض من المال العام».
وشدد الصواغ على أن «الإصلاح السياسي ضرورة، اذ لا يعقل أن يتخرج الطالب في الجامعة ولا يجد وظيفة وأن نجد صاحب الشهادة المتوسطة في مركز مرموق».
وأضاف: «لا بد للحق أن ينتصر بكم أنتم الشعب الكويتي من خلال التحرك وفق القانون والدستور. فالفوضى السياسية وتعطيل التنمية التي رصد لها 37 مليار دينار لا نعرف أين ذهبت، وضرب الوحدة الوطنية وسرقة المال العام وإرشاء السلطة التشريعية وانتشار الرشاوى في البلاد واستغلال المناصب وتوزيع الهدايا على 8 عوائل معروفة، كلها أمور غير مقبولة وتتطلب هذا التحرك».
وقال ان «من الظلم أن يستمر هذا الظلم وعشمنا بسمو الأمير أبو العقل النير أن يتقدم البلد ونسِأل الله أن يعينك على انتشال البلد من الفساد».
وتساءل الصواغ: «كيف لجابر المبارك أن ينتقي وزراء لإصلاح البلد والحل يأتي فجأة والعلم عند الله إذا كان ذلك مرتبا أم لا؟».
وشدد على انه «لن يصل فاسد إلى الحكم على حساب ضمائرنا، وأي شيخ لن يصل للحكم إلا برضا الشعب. نحن نحترم اختيار الأمير ولكن لن نرضى إذا كان الرئيس لا ينطق ولا يهش ولا ينش أو كان له تاريخ فاسد.
وأنصح السلطة بأن الكويتي يستحق التقدير وليس القوات الخاصة لضرب المواطنين ولا السب والشتم ولا تشويه السمعة، فهذا غير مقبول في دولة راقية، ولا تضعوا رأسكم في رأس الشعب الكويتي يا أبناء السلطة، فالشعب لن يسكت وأي قانون يقدم فمكانه في قاعة عبدالله السالم».
وتابع: «يا أبناء السلطة لا يثير أحد عليكم البلبلة بأننا نحرك من قبل جهات خارجية، أو أننا نسعى لإسقاط الأسرة الحاكمة فهذا كلام مدسوس غير صحيح، ونحن ارتضينا أسرة الصباح ولكن نتكلم وفق الدستور ولا يمكن أن نرضى أن تدمر البلد بسبب رئيس وزراء لا يستطيع الإصلاح».
بدوره، قال شخير ان «في الدائرة الخامسة وعيا عاليا والشعب الكويتي وصل الى مستوى متقدم من الفهم السياسي، وإننا نخاطب السواد الأعظم من الناس الذين يطمحون الى التنمية ويعيبون علينا المطالبة بالحكومة المنتخبة».
وأكد شخير ان «الإصلاح السياسي ليس ترقيعيا ونحن نستطيع أن نقول (إرحل يا جابر) والإصلاح السياسي الجدي يقتضي حكومة منتخبة وتطور الكويت يتطلب دعم المطلب الشعبي في تحقيق حكومة منتخبة، فأبناء الأسرة أثبتوا عدم قدرتهم وعندما يتولون منصب رئاسة الوزراء تتجه انظارهم الى الصراعات على منصب ولي العهد، بدون أن يكون هناك هدف هو التنمية، لذلك يجب ان ينتزع هذا المنصب منهم».
واوضح شخير ان «الكويتيين اليوم ليسوا في الحفاظ على النظام بأقل من شعب الأردن، فملك الأردن أعطاهم رئاسة الوزراء فلماذا تشككون في مقدرة الشعب الكويتي، فهل تعتقدون أن الكويت ملكية خاصة؟».
وأكد: «إننا شركاء في هذا البلد، وإذا كنا جادين في الإصلاح فإن أصله الحقيقي في الحكومة المنتخبة وذلك باستجابة السلطة للمطلب الشعبي، أو من خلال تعديل الدستور للخروج من هذا النفق المظلم الذي ضيع الكويت، والأسوأ من ذلك ضرب المواطنة برعاية من أبناء الاسرة وهو مخطط لضرب فئات المجتمع الكويتي».
وشدد شخير على انه «يجب أن لا نشكك في أبناء الشعب لأن الشعب قادر على إدارة البلد والشعب لا يقبل بزمن (الفداوية) الذي ولى. لكن هناك فداويين جددا ولمن يتهمنا باننا دستوريون جدد نقول له كما ان هناك دستوريين جددا هناك فداوية جدد، وللاسف فإن بعض الدستوريين القدامى أصبح فداويا».
المصدر”الراي”
قم بكتابة اول تعليق