مصادر صحية في مستشفى الفروانية أبلغت عن انتشار ميكروب خطير في احد الاجنحة، والطبيب المناوب قام بالمرور على المرضى في الجناح وطلب منهم المغادرة الى منازلهم خشية اصابتهم بهذا الميكروب وقد نفت الوزارة ذلك ـــــ («الانباء» 2012/3/25).
توقع كل شيء من مستشفياتنا، وسالفة انتشار ميكروب او جرثومة في جناح اي مستشفى اصبحت من القصص التي يتكرر تردادها في السنوات الماضية. لقد اصبح هم المرضى الدخول والخروج معافين من المستشفيات خوفا من دخولهم في حالة وخروجهم في حالة أسوأ، إما بسبب سوء التشخيص أو اخطاء العلاج أو اهمال الرعاية واخيرا تفشي ميكروبات وجراثيم في المستشفى المفترض ان يكون اعلى المواقع وقاية ونقاء وتطهيرا.
لا تنتهي شكاوى الناس من الخدمات الصحية، وهذا وضع طبيعي، لكن غير الطبيعي اهمال بعض مسؤولي «الصحة» لهذه الشكاوى وعدم الاستجابة لصرخات الناس المستمرة مما يلاقونه في مرافق «الصحة» المختلفة، وعدم تلمس جوانب التطوير النوعي في الخدمات الصحية، والمقصود به تحسن نوع الخدمة وطريقتها، لا تجديد المباني وتوسعتها فحسب.
يا ترى كم حالة مرضية دخلت مستشفى للعلاج ثم انتكست بسبب سوء الخدمة وضعف الرعاية والاهمال؟ لقد اخبرني صديق عن سيدة دخلت احد المستشفيات الحكومية قبل مدة وخضعت لعملية جراحية وبعدها انتكست صحتها بسبب سوء الرعاية اللاحقة في الجناح فادخلت العناية المركزة ثم جاءها الاجل في المستشفى، وكانت قد دخلت صحيحة على رجليها! فبذمة مَنْ هذه الروح؟ هل بذمة اطبائها ام اطباء الجناح ام مدير المستشفى ام قياديي «الصحة»؟ وكم حالة تتكرر من هذا النوع في مستشفياتنا يعلمها الناس او يجهلونها؟ وكيف تضمن «الصحة» سلامة خدماتها وجودتها؟ وما آلية محاسبة المقصرين وعقابهم من اعضاء الهيئة التمريضية وكيف يستطيع الناس ضمان حقوقهم من الاخطاء الطبية المتكررة؟
إن ادارة مرافق «الصحة» ليست كشخة ووجاهة ومؤتمرات وسياحة بل هي مسؤولية رهيبة عن ارواح الناس وسلامتهم، والتقصير في هذا الجانب خطير جدا، وعلى مسؤولي «الصحة» استشعار عظمة امانتهم امام الله تعالى ثم امام الوطن واهله فمن يستطيع تحمل الاضرار بالناس او اعاقتهم او التسبب بوفاتهم لتقصيره او تقصير العاملين تحته من اطباء او فنيين ومساعدين؟
يا وزير «الصحة»، هل تملك شيئا لوزارتك تنفع به الناس؟ ان كان نعم فاهلا بك وان كان لا فاعلم انها امانة .. واي امانة والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
@waleedalghanim
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق