الفرق بين المواطن الكويتي والحكومات العربية شاسع وكبير، المواطن كانت له مواقف مشهودة وعظيمة في الثاني من أغسطس، دافعه الحب والولاء المطلق الذي لا شك فيه ولا منة، عكس الحكومات العربية التي أغرقناها بأموالنا ومشاريعنا وخيراتنا وتنكرت للمعروف منذ اليوم الأول، ووقفت إلى جانب نظام المقبور العراقي، وساندته في المحافل الدولية، ولم تبخل عليه بشيء من وسائل الدعم المتاحة لديها!
القصد من هذه المقارنة تذكير من وقف ضد إسقاط القروض، وسعى إلى إسقاط قروض دول الربيع العربي، لعله يتذكر أو يرتدع ضميره إن كان حيا، فهذه القضية أصبحت شرا، وبلاء على معظم الأسر الكويتية، التي قاست وعانت من هضم حقوقها، وهي ترى الظلم الفادح من قبل حكوماتها المتعاقبة، التي تتسابق إلى تقديم المنح المليونية والنفطية إلى دول المواقف المشينة، فكلما قامت مظاهرة في إحدى تلك البلدان الجاحدة انطلق إليها صندوق، عين عذاري، مقدما عروضا مالية يسيل لها اللعاب!
يا تُرى ما مشاعر المواطن، وهو يرى خيرات بلاده تذهب بعيدا عنه، وتتجاوزه إلى أيدي الجحود؟ … لا يوجد تفسير لهذا الفعل، سوى أمر واحد،أنت أيها المواطن، وجودك وعدمه سواء، مشاعرك احتفظ بها لنفسك!
لو نظرت إلى المواطن الإسرائيلي، والأميركي، والأوروبي، كيف تعتني به حكومات بلاده، والكل هناك يطلب وده، ويعتذر إليه السياسيون في حال التقصير، بينما هنا واقع الحال، يجعل المرء يتحسر ألما على ضياع عمره بين وعود حكومته، وأكاذيب البرلمان!
الحكومة بطناشها، وعدم اكتراثها بالهموم الشعبية، أعطت الضوء الأخضر لشريحة كبيرة من المواطنين للانضمام مُكرهين إلى سياسيي ساحة الإرادة، ليس حبا، وإنما كرها بمن خذلهم وأعطاهم ظهره!
لا تستغرب عزيزي المواطن، إذا ما رأيت الآلاف في ساحة الإرادة، فحكومتك هي من بارك تجمعاتهم، بسوء تخطيطها، وتخبطها، وضياع أولوياتها، وانحيازها لفئات دون أخرى، فأصبحت ساحة الإرادة، شراً لابد منه!
مبارك محمد الهاجري
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق