«فوق هام السحب وان كنتي ثرى.. فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى.. مجدك لقدام وأمجادك ورا.. انتي ما مثلك بها الدنيا بلد.. انتي سواد عيوننا شعب وملك». كلمات الأمير بندر بن سعود عندما يسمعها المواطن الكويتي بصوت فنان العرب محمد عبده يشعر بأنه يعيش حب وطني سعودي في قلب كويتي، فعند الحديث عن المملكة العربية السعودية فإن الكلمات والعبارات تتسابق أيهما يأتي أولا هل كلمات الحب والإعجاب أم كلمات الفخر و المدح ام كلمات الشكر والعرفان والثناء؟؟ جميعها تتزاحم في رأسي لكي تكون بداية لما سأكتبه ولو كان الأمر سهلا لجمعت كل هذه المعاني الجميلة وجعلتها أول بدايات كلماتي، ولكن سأختار كلمة مبروك ألف مبروك لتهنئة أخوتنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة في ذكرى اليوم الوطني للمملكة.
ففي يوم 23 سبتمبر وقبل 75 عام أعلن الملك عبد العزيز رحمه الله توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد وفي ظل تطبيق الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحة كأحد أهم الركائز الأساسية للحكم في المملكة وهذا ما يميزها عن غيرها من الدول العربية والإسلامية ومنذ تاريخ التوحيد إلى تاريخ حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه والمملكة العربية السعودية لها سجل حافل بالإنجازات الكبيرة في كل المجالات المحلية الخليجية والعربية الإسلامية والخارجية والتي تعتبر مكملة لإنجازات من سبقه من حكام أسرة آل سعود في المملكة.
وزائر المملكة يستطيع أن يشاهد عن قرب هذه الإنجازات وتطوراتها عاما بعد عام، فمنذ فترة كنت بمدينة الدمام وأعجبتني جدا بما تحتويه من مناطق سياحية بحرية على قمة من الروعة وعندما تمشيت بشوارع الرياض تفاجأت بمبنى على امتداد البصر وتوقعت للوهلة الأولى انها منطقة سكنية محمية بسور كبير، ولكن اكتشفت إنها صرح علمي كبير باسم جامعة الأميرة نورة بنت الأمير سلمان آل سعود وتعتبر اكبر جامعة في المنطقة العربية، فبعد رؤيتي لهذا الصرح العلمي الكبير لا نستطيع إلا أقف وقفة احترام واعتزاز لحكومة المملكة على اهتمامها بالعلم والعلماء، وعندما نسمع (جدة غير) ففي الواقع الذي لامسته أثناء زيارتي لها إنها فعلا (جدة غير) فهذه المدينة تحمل روح الحياة العصرية والنهضة الثقافية الكبيرة فبين فترة وأخرى تشهد هذه المنطقة احتفالية علمية أو لقاءات ومؤتمرات دولية أو تقيم مهرجانات ثقافية لها طابع تراثي.
فالحديث عن المملكة وعن مدنها العامرة بالحب والخير لا ينتهي وعندما يجرنا الكلام إلى الحديث عن الشعب السعودي الحبيب والشقيق وجذور تاريخ علاقتنا الأخوية فهي قصة كبيرة جدا لا يستوعبها إلا كل شخص عاشق لأرض وشعب الخليج العربي، وعندما نقول شعبنا واحد، فنحن والمملكة شعب واحد تجمعنا روابط الجيرة والصداقة والقرابة والنسب، وعندما نقول مصيرنا واحد فنعم مصيرنا وطريقنا واحد والتاريخ يشهد على هذا القول فوقفة الشقيقة المملكة العربية السعودية حكومة وشعب مع الكويت أثناء الغزو الصدامى لا ينسى ولا يمحى من التاريخ فأثبتوا بالقول والفعل أن مصيرنا وأمننا واستقرارنا واحد. وعندما نأتي لكلمة شكرا فألحقها بكلمة جزاكم الله خيرا عن كل مسلم وطأت قدماه ارض الحرمين الشريفين لأداء مناسك الحج او العمرة، فشكرا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني لما بذلته حكومة المملكة العربية السعودية من جهود كبيرة وعظيمة للعالم الإسلامي من خلال انجازاتها الكبيرة لتطوير وتوسعة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج وزوار بيت الله الحرام والمدينة المنورة، لقد قدمت لهم كل ما ييسر لهم إتمام هذه المناسك إن مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لأكثر من مليوني حاج في مساحة صغيرة يسيرون جميعا في اتجاه واحد ومسار واحد لا يقوى عليه إلا دولة كبيرة مسلمة كالمملكة العربية السعودية. وعندما نقول كلمة فخر واعتزاز فنحن نقصدها بكل معانيها، فلنا كل الفخر والاعتزاز بما تقدمه المملكة من جهودا كبيرة وواضحة في خدمة قضايا المسلمين في المحافل الدولية وهي الدولة العربية التي تعتبر سباقة في تقديم يد العون والمساعدة للمتضررين والمحتاجين في أنحاء العالم.
نجاة الحشاش
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق