بعد أن زاد اللغط حول مواقف بعض نواب الأغلبية في المجلس المبطل بحكم المحكمة الدستورية، دعوا مناصريهم إلى «حوار سياسي» في ساحة الإرادة.
ولقد استمعت من خلال وسائل الاتصال الحديثة you Tube إلى بعض حوارات شباب الكويت ونواب الأغلبية، وهي خطوة جيدة إذا استمرت وتم الحوار بكل صراحة ووضوح حول المسائل الدقيقة ومعرفة آراء النواب السابقين فيها.
فليس المهم الحوار العام والخطوط العامة التي لا يختلف عليها اثنان، ولكن المهم التفاصيل التي يجب أن يطرحها الشباب بكل شفافية.
ولقد استمعت إلى الشباب الذين كانوا يحرجون النواب في مسائل الاختلاف بين نواب الأغلبية فيما يمس شرائح المجتمع الكويتي وموقف بعض النواب الإقصائي للآخرين والتكفيري لمخالفيهم والعنصري في التمييز بين الناس.
ومع أن بعض النواب حاولوا الدفاع عن رأي الآخرين في محاولة لاستمالة هؤلاء الشباب إليهم ومواصلة حضورهم، فإن ساحة الإرادة بدأت تفقد زخمها بعد حذر الكثير من الشباب الكويتي من الطرح المتطرف والخارج عن نطاق الدستور.
ومن الواجب على الشباب في حوارهم أن يبدأوا بالتفاصيل كي يكشفوا مواقف النواب منها.
فعلى سبيل المثال يجب أن يبدأ كل حوار بعزف «السلام الوطني» ليكتشفوا أن بعض النواب لا يلتزم به، مع أنه صدر بقانون أقسم النواب على احترامه والالتزام به والمحافظة عليه.
فإذا كان هؤلاء النواب لا يلتزمون بقسمهم، الذي عاهدوا الله عليه، ولا يحترمون القانون الذي أصدره مجلس الامة، فكيف بالله على الشباب بأن يصدقوهم بأنهم سيصدرون قوانين تحترم الشفافية أو تمنع الكراهية أو تجرم تقسيم البلد؟!
هل سيصدق الشباب أولئك النواب الذين لا يحترمون القانون؟!
هل سيمر هذا التناقض الفاضح لنواب لا يحترمون الدستور الذي أقسموا عليه ثم يدعون أنهم يمثلون الاتجاه الإسلامي؟!
على شبابنا الواعي أن يحذروا الوعود غير الصادقة التي يدلي بها النواب فقط للوصول إلى مآربهم، فإن أصبحوا نواباً يبدأون عملهم بخيانة قسمهم أمام الله سبحانه، ومهاجمة أبناء الشعب الكويتي وتقسيمهم إلى شيع وقبائل.
فابدأوا أيها الشباب بأخذ المواثيق على النواب بالتفاصيل ابتداء من احترام السلام الوطني، فإن صدقوكم أو اتركوا من له وجهان ورأيان متناقضان. وخذوا عهداً عليهم من الآن بالالتزام بالقوانين الحالية بدلاً من إعطائكم وعوداً لقوانين مستقبلية.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق