سامي النصف: الانقلاب على الدستور والشرعية

أعرف الكثير عن أحوال الأمم والبلدان، وأعلم متى يتحول الدم إلى ماء والتباين إلى صراع، والخلاف الى فراق والحب الى حقد والود الى كراهية، ويبدأ الانحدار ويتغير حال الناس من أمن إلى خوف ومن رفاه إلى عوز، إن النزول الى ساحة الارادة هذه الأيام هو بكل بساطة دعم وتأييد لمشروع الانقلاب على الدستور والانقضاض على الشرعية وبدء الفوضى ودخول مشروع الخريف الخليجي المدمر، فهدف الحراك لا الدستور ومحاربة الفساد بل.. السلطة والمال ولا شيء غير ذلك.
***

إن الادعاء بأن حراك الشوارع أمر معمول به حتى في الديمقراطيات المتقدمة هو خطأ فادح ومقولة حق يراد بها باطل، والصحيح ان الحراك السياسي لديهم يتم داخل البرلمانات لا خارجها، كما هو الحال لدينا، واما احتجاجات الشوارع فتقوم بها مجاميع صغيرة ذات مطالب فئوية محدودة لا التكتلات السياسية الرئيسية كما هو الحال لدينا، وهل سمع احد بدعوة الحزب الجمهوري او الديموقراطي إلى النزول للشوارع احتجاجا على قرار ما للحكومة او المحكمة الدستورية، وارجعوا لأحداث الانتخابات الرئاسية عام 2000 بين بوش وآل غور، وكيف كان الالتزام بحكم المحكمة الدستورية آنذاك الذي سلم الحكم لبوش رغم أحقية منافسه.

***

وفي بداية هذا العام وتحديدا من 7 إلى 11 يناير قمت بإنزال أربعة مقالات كان عنوانها «الخطة الحقيقية لتدمير الكويت» ولم يكن الحكم الدستوري الذي حل مجلس 2012 قد صدر ومن ثم اتخاذه حجة وذريعة لرفض حكم المحكمة والدعوة إلى النزول للشوارع بسبق إصرار وترصد، ذكرت حينها ان مشروع تدمير الكويت يمر برفض احكام المحكمة الدستورية والدعوة إلى النزول للشوارع ومطالبات الحكومة الشعبية والحزبية والدائرة الواحدة وهو ما تحقق تماما، فمشروع التدمير قائم ومستمر وصندوق الذرائع والاعذار اكبر من المحيطين الهندي والهادي معا.

***

نعم كل الخيرين والصالحين في الكويت ضد الفساد بجميع أنواعه الذي هو المزعزع الأول لاستقرار الدول والأمم، هذا الأمر يجب ألا يعمي أعيننا عن حقيقة مهمة جدا هي ان من يدعي محاربة الفساد هم الفساد بعينه، وقبل ان نصدق أقوالهم علينا ان نرى احوالهم وأفعالهم والثراء الفاحش جدا الذي انتهوا اليه من عملهم السياسي مع العلم ب‍أنه إن كان هناك فساد فهم شركاء اساسيون فيه كونهم قد انتخبوا لمجلس الأمة لمحاربته وإلا فلماذا انتخبكم الناخبون المغلوبون على أمرهم؟ ولماذا لم تقترحوا لجان قيم وقوانين ذمة مالية و«من اين لك هذا؟» الا انكم كنتم تعلمون علم اليقين ان اول من تنطبق عليه تلك القوانين.. هم انتم!

***

آخر محطة:

اشتكى لي العقيد حسين القحطاني من معاناة المخلصين من رجال الداخلية مما يحدث في ساحة الارادة حيث يتركون منازلهم صباحا للذهاب الى مكاتبهم وفي المساء يتجهون الى ساحة الارادة حتى ساعات الصباح الأولى، فمتى يتواجدون مع عائلاتهم؟!

ومنا الى دعاة التجمهر والفوضى نسألهم: هل يعتبرون رجال الداخلية غير كويتيين كونهم فقط.. لا يصوتون؟!

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.