اجرى وفد معهد الكويت للابحاث العلمية سلسلة من الاجتماعات مع عدد من المسؤولين والخبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هامش اعمال الدورة العادية ال56 للمؤتمر العام كرست لتعزيز التعاون الثنائي بين الوكالة ودولة الكويت.
وقال مدير عام المعهد الدكتور ناجي المطيري في حديث مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب اختتام اعمال الدورة ان معهد الكويت للابحاث العلمية شارك بصفة مراقب في اجتماع الاتفاق الاقليمي للدول العربية في اسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجالي العلوم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق عراسيا) مؤكدا اهمية البرامج الفنية التي تنظمها مجموعة اتفاق عراسيا بالتعاون مع ادارة التعاون التقني في الوكالة.
واضاف المطيري ان الاجتماع تطرق الى برنامج عراسيا لعامي 2013 و2014 والمشاريع ذات الاولوية للدول العربية المشاركة وعددها 12 دولة وبينها مشاريع المياه وتنمية موارد الغذاء وغيرها مشيدا بالدور الذي قام به فريق عراسيا والبرامج الفنية المشتركة مع ادارة التعاون التقني.
واشار الى ان برامج التعاون التقني مع الوكالة تعد اساسا لبناء القدرات الوطنية وضمانا لنقل التكنولوجيا النووية ذات الاستخدام السلمي لتحقيق الاهداف التنموية مضيفا ان معهد الكويت للابحاث العلمية يولي اهتماما كبيرا للعمل مع ادارة التعاون التقني لقارة اسيا والمحيط الهادئ (الباسفيك).
وقال ان هذا التعاون شهد انجازات كبيرة وتنفيذ عدد من المشاريع التي تمت الموافقة عليها مسبقا حتى عام 2013.
وأشار الى ان الوكالة تقدر من جانبها الدور الذي يضطلع به معهد الكويت للابحاث العلمية على المستوى الاقليمي والذي استفاد منه المتخصصون من داخل الكويت واقليم اسيا والباسفيك كما تقدر مشاركته الفعالة في تنفيذ ورش عمل ودورات تدريبية في الكويت.
واوضح ان المحادثات مع الوكالة تركزت حول اهمية استمرار هذا التعاون وما تحقق من مشاريع مؤكدا ان المعهد على استعداد لتوفير جميع الامكانيات لتنفيذ المشاريع المرتبطة بادارة التعاون التقني.
وذكر المطيري ان ادارة التعاون التقني في الوكالة التي اثنت على ما تم تحقيقه انجزت مشاريع عدة في الكويت هذا العام بلغت قيمتها الاجمالية نحو المليون يورو وهي قياس وتحديد وتركيز النويدات المشعة في البيئة البحرية واستخدام التقنيات الحديثة لتحديد نسبة البدانة لدى الاطفال بالتعاون مع وزارة الصحة.
والمشروع الثالث يعنى بتعزيز القدرات الرقابية لادارة الوقاية من الاشعاع التابعة لوزارة الصحة وهجرة المياه الجوفية بين المكامن المائية لدولة الكويت وتقييم النظائر المشعة في الهواء والبيئة الكويتية بالاضافة الى مشروع استخدام النويدات المشعة في الصناعات البترولية.
وتطرق الى افكار المشاريع المستجدة التي تم استعراضها للدورة القادمة 2014 – 2015 مشيرا الى ان عددها بلغ سبعة مشاريع حيث تمت مناقشة آلية اعداد خططها خلال العام 2013 كما تمت مناقشة الاطار العام للتعاون العلمي فيما يخص الإستراتيجية البحثية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية حيث تم الاتفاق على تجديد هذه الاستراتيجية في ضوء مستجدات طلبات الجهات ذات العلاقة داخل الكويت علما ان الخطة ستنتهي في 2014.
وتناول وفد المعهد مع المسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناقشة الاستراتيجية البحثية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحاجة لدراسة تقييم المتطلبات الوطنية لاقامة مفاعل ابحاث نووية.
وقال مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية ان التعاون القائم بين ادارة الامن النووي ومعهد الابحاث العلمية يهدف من خلاله الى التركيز على تطوير القدرات الوطنية في المؤسسات ذات العلاقة مثل ادارة الوقاية من الاشعاع لدى وزارة الصحة ووزارة الداخلية والادارة العامة للجمارك من خلال اقامة دورات تدريب وطنية او اقليمية لمنتسبي الخط الامامي في حالة الحوادث الاشعاعية او تهريب المواد المشعة واستيعاب الاجهزة المتطورة في الكشف عن هذه المواد.
وحول جهود المعهد في هذا الاتجاه اشار المطيري الى انه تمت مناقشة مشروع تجهيز المنافذ الحدودية في دولة الكويت وعددها ثمانية منافذ باجهزة متطورة للكشف عن المواد المشعة حيث اكدت الوكالة اهمية تنفيذ هذا المشروع وابدت استعدادها الكامل لتقديم الدعم الفني اللازم.
وكشف المطيري انه سيتم استقدام خبير من ادارة الامن النووي في الوكالة لزيارة دولة الكويت في نوفمبر المقبل وذلك للمساعدة على تأسيس برنامج للبحث عن المواد المشعة المجهولة المصدر والتقصي عنها بالتعاون مع ادارة الوقاية من الاشعاع في وزارة الصحة كما تمت دعوة خبراء الوكالة في ادارة الامن النووي لزيارة الكويت في الربع الاول من العام المقبل بهدف مراجعة خطة الامن النووي لدولة الكويت ووضع برنامج للسنوات الثلاث القادمة.
وردا على سؤال حول التعاون القائم بين المعهد ومنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية قال المطيري ان الوفد قام بزيارة لهذه المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا لها حيث تمت مقابلة المسؤولين فيها وعقدت ثلاثة اجتماعات معهم تتعلق بالنواحي الفنية بمحطة رصد النويدات المشعة (آر ان 40) والموجودة في المعهد وهي واحدة من المحطات الرئيسية التابعة للمنظمة في العالم والتي يبلغ عددها 80 محطة.
وفي هذا الخصوص اشار المطيري الى ان المنظمة اشادت بالدور الفعال لنتائج القياسات والجهود المميزة التي يبذلها المعهد مشيرا الى ان الاجتماع تطرق ايضا الى التقدم الذي احرز في محطة الغازات النبيلة والتي يستضيفها المعهد حيث ان هذه المحطة تسهم في تعزيز مقدرة شبكة الرصد العالمية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لرصد اي تجارب للتفجيرات الذرية او النووية حتى في اعماق البحار.
كما تطرق الى بعض اللقاءات الثنائية التي اجراها مع الوفود التي شاركت في اعمال الدورة ال 56 للوكالة الدولية للطاقة الذرية لافتا الى انه اجرى محادثات بناءة مع رئيس الوفد التونسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تونس الدكتور المنصف بن سالم والوفد المرافق له حيث بحث فيها سبل تعزيز التعاون بين مؤسسات بحثية تونسية مع نظيرتها الكويتية.
واوضح ان اللقاء تركز على موضوعين رئيسيين الاول يتعلق بتعزيز التعاون في مجالات الابحاث النووية والمفاعلات النووية وسبل الاستفادة من خبرة تونس العريقة في هذا الخصوص.
اما الجزء الثاني فتعلق بالطاقة المتجددة واقامة تونس منظمة متخصصة في الطاقة المتجددة ومدى استفادة الكويت من نشاط هذه المنظمة خاصة ان دولة الكويت وبالاخص معهد الكويت للابحاث العلمية وضع خططا استراتيجية طويلة المدى ورصد ميزانيات كبيرة للاستفادة من الطاقة المتجددة خصوصا المتولدة من الطاقة الشمسية والرياح.
واشار الى ان دولة الكويت بدأت بالفعل تعمل في هذا المجال ولديها مشاريع بصدد التنفيذ وهي تريد ان تعرف الى اي مدى وصلت التجربة التونسية في هذا المجال وكيفية تعزيز التعاون بين الخبراء في البلدين بهذا الخصوص.
وذكر ان الجانبين اتفقا على ان تكون هناك اتصالات متبادلة وان تعقد ورشات عمل تنقسم الى قسمين احدهما يتعلق بالامور النووية والطاقة المتجددة بحيث يستفيد كل طرف من نقاط القوة لدى الطرف الاخر.
واضاف ان وفد معهد الكويت للابحاث العلمية بمشاركة سفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا محمد الصلال عقد ايضا محادثات مع الوفد الاردني الذي تراسه رئيس هيئة الطاقة الأردنية الدكتور خالد طوقان بحث فيها الجانبان سبل تعزيز التعاون العلمي بينهما في مجال الاستخدام السلمي للطاقة.
وخلص مدير وفد معهد الكويت للابحاث العلمية في ختام حديثه الى الاشادة بالجهود التي بذلتها السفارة الكويتية في فيينا برئاسة السفير محمد الصلال ودعمها لانجاح جهود وفد المعهد الكويتي للابحاث العلمية خلال مشاركته في اعمال الدورة 56 للمؤتمر السنوي العام للوكالة.
يذكر ان وفد دولة الكويت الى اعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ترأسه السفير الصلال وضم في عضوية كلا من الدكتور المطيري وضابط الارتباط الوطني لدى الوكالة الدكتور نادر العوضي والدكتور انور اليحيى والمستشار في ادارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية طلال الفصام وسكرتير اول بدائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية عبدالله الشطي ومن وزارة الصحة سمير يعقوب اضافة الى المستشار فوزي الفرح وبقية اركان السفارة الكويتية بالنمسا المعتمدين لدى المنظمات الدولية في فيينا.
قم بكتابة اول تعليق