المرأة الكويتية ما بين الموضة العالمية والطابع الخاص

ما بين الموضة العالمية والطابع الخاص للمرأة الكويتية تتعدد الأذواق في اختيار كيفية إبراز المرأة لجمالها من خلال الماكياج. وقد عرف عن الكويتية، والخليجية بصورة عامة، أنها غالبا ما تفضل الألوان القوية الصارخة والشكل البارز، سواء في ماكياجها أو ازيائها، وإن لم يتماش مظهرها مع الموضة العالمية.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تحولا كبيرا في الذوق العام، وباتت رغبات الخليجية تتماشى مع خط الموضة العالمية بألونها الهادئة والمتناسقة، واصبح هناك تركيز على إبراز الجمال بشكل عصري وجميل. حول هذا الموضوع استطلعنا آراء بعض خبيرات التجميل.

آلاء دشتي أكدت في البداية أن الجمال في نظرها ليست له جنسية:

– ارفض تلك التسميات (ماكياج خليجي او لبناني او أوروبي) فالجمال لا يرتبط بالجغرافيا، والدليل أن ملكات جمال العالم من الهند وأميركا واستراليا وأفريقيا.

أما بالنسبة لستايل المرأة الكويتية، فقالت:

– هي اكثر امرأة متابعة للموضة ولكل جديد في عالم الماكياج والأزياء، ما زادها ثقافة في هذا المجال، وبدأت تتحرر من «التراث الجمالي» الذي ظلت مقيدة به لسنوات، وقيد ايضا مخيلة خبراء التجميل، بل وتمردت عليه، ما جعلنا كخبراء تجميل نبتدع رؤية جمالية جديدة نكون بها أوفياء لكلاسيكية الماضي ومستشرفين للمستقبل.

هذه الرؤية الجديدة جعلت اكبر شركات التجميل العالمية تصنع مستحضرات تجميل عرفت منذ القدم بأنها عربية منها الكحل الاسود الذي باتوا يصنعونه بشكل المكحل العربي القديم ولكن بمواد حديثة، لذا فإني ارى ان الفتاة الكويتية صانعة للموضة ومتجددة على الدوام، ولا تأسر نفسها وجمالها بقيود الماضي. وهذا لا يعني بأن المرأة العصرية تبحث عن الفنتازيا بقدر ما تبحث عن ذاتها الحقيقية وجمالها الشخصي.

واكدت دشتي أن المرأة الكويتية دوما ما تبحث عما يناسبها من الموضة سواء على صعيد الماكياج أو الأزياء، وهي كخبيرة تجميل تنتقي لكل وجه ما يناسبه، خصوصا أن لكل شخصية طبيعة تفرض اختيار ما يتناسب ووجهها وليس كل ما تأتي به الموضة مناسبا للجميع.

تغير واضح

من جانبها أكدت مديحة صادق أن الذوق العام للمرأة الخليجية تغير بنسبة %70 في السنوات الأخيرة على كل الأصعدة سواء في الماكياج أو الأزياء ونمط الحياة:

– لم يعد الماكياج ذو الألوان المتعددة والبارز جدا هو السائد في وقتنا الحالي، حيث تغير ذوق المرأة الخليجية وأصبح يقترب من الذوق العالمي بنسبة %70، فبات للألوان الناعمة حضور قوي على الساحة الخليجية، وزاد التركيز على الرموش ورسمة الحواجب وكحل العين الذي بات يتبع الموضة العالمية، حيث عاد بخطه العريض فوق العين وبلونه الداكن.

ومن المعروف أن كحل العين هو ما يميز المرأة الخليجية منذ القدم، وقد فرض نفسه أخيرا على الماركات العالمية التي انتجت أنواعا متعددة من كحل العيون تعتمد على «الكحل البكر» الذي اعتادت أمهاتنا وجداتنا على استخدامه وما زال رائجا حتى يومنا، فهو العنصر الرئيسي في ماكياج الفتاه الخليجية والعربية على حد سواء، والتي قد لا تضع أيا من مستحضرات التجميل على وجهها لكنها قد تضع الكحل داخل عينيها ويكون مناسبا في كل الأوقات.

واضافت صادق:

– في كل مكان في العالم هناك أذواق تختلف وتتنوع بين الجميع، وللمرأة الكويتية ما يميزها عن غيرها من نساء العالم، وقد سادت في فترة من الفترات ألوان معينة تطلبها البعض إلا انها لا تعتبر رغبة لدى الجميع. وقد تأثر الماكياج الخليجي بصورة عامة بالموضة العالمية، وإن ظلت هناك تفضيلات معينة تخص البعض.

تحقيق التوازن

خبيرة التجميل عفاف أكدت أنها تسعى دوما للتوفيق ما بين طلب السيدة لنوع معين من الماكياج والموضة العالمية:

– بالتأكيد تسعى خبيرة التجميل لتحقيق المعادلة الصعبة ما بين رغبة المرأة في ماكياج معين والموضة العالمية، وهنا يأتي دور الخبرة والمهارة في دمج الألوان لتنال رضا هذه السيدة وتشعر بأنها حققت مطلبها من دون الابتعاد عن ألوان الموضة الدارجة.

وفي الفترة الأخيرة لم يعد هناك طلب كبير على خلط الألوان أو التركيز على الالوان البارزة بشكل كبير، واتجهت الفتيات والسيدات إلى الالوان الناعمة برسمات مميزة، وإن بقي الكحل متربعا على عرش الطلبات إلى حد ما لكونه يميز الماكياج الخليجي وهو الآن موضة دور التجميل العالمية.

انفتاح على العالم

خبيرة التجميل أمل حسن اكدت أن الاذواق تختلف بين النساء ولكل فئة في المجتمع خطها الذي يميزها عن غيرها:

– أؤمن بالمقولة التي تقول «لولا الاذواق لبارت السلع» وهذا ينطبق على العرض والطلب في عالم التجميل. وتلعب الثقافة الاجتماعية والمحيط الذي تعيش فيه المرأة دورا كبيرا في اختيارها لملابسها وماكياجها، فعندما كان هناك حضور للماكياج البارز والألوان المتعددة، كان هناك أيضا على الجانب الآخر حضور للألوان الهادئة والناعمة، وهذا يعتمد على العوامل التي ذكرتها في بداية حديثي.

إلا أن التطور في وسائل التواصل والانفتاح على العالم وانتشار الفضائيات ساهم في تغيير الذوق العام للمرأة الخليجية، وحل محل السائد في السابق شكل جديد أصبح طلبا عاما للسيدات في الخليج، مع احتفاظ الكحل ورسمة العين المخطوطة به بالصدارة، إلى جانب رسمة الحاجب والرموش، لأن المرأة الخليجية تركز دائما على إبراز جمالها من خلال عينيها.

وأضافت:

– لكل زمان ومكان طابعه الذي يميزه ولا يمكن إغفال أن الموضة من العناصر المهمة التي تميز الازمنة والامكنة، وللمرأة الكويتية طابعها الخاص الذي يتطور ويتغير بالتأكيد مع مرور الزمن.

المصدر “القبس”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.