سعد المعطش: نتعات للنواب

هناك فرق واضح فنيا بين السيارات العادية التي يكون ناقل الحركة (القير) فيها يدويا والأوتوماتيكي فالعادي في حال تعطلت بطارية السيارة يمكن تشغيل المركبة عن طريق الدفع البسيط ويسمى بالمحلية «نتعة» ولكن الأوتوماتيكية لن تعمل إلا بتبديل البطارية.

قديما لم تكن في البيت الواحد سيارات كثيرة وكان أغلبها سيارات عادية وحينها كنا ندفع السيارات لتعمل ولكن معاناتنا كانت تنحصر في عدة أشياء منها برودة خلفية السيارة أو سخونتها أو عدم نظافة خلفيتها وأننا نساهم في تشغيلها ولكنهم لا يوصلونا معهم لهذا السبب كنا نسرق سيارات آبائنا لنستعرض بها في الساحات!

الحالة السياسية والتجارية في الكويت مشابهة لتلك السيارات، فبعض الشخصيات في الكويت لن تستطيع النجاح سياسيا أو تجاريا إلا من خلال دفع الآخرين لها لتنجح في الوصول الى هدفها.

خلال أيام سيصدر المرسوم بالدعوة إلى الانتخابات والتي نتمنى أن تكون بنظام الصوت الواحد وحينها ستجد المرشحين يستصرخون الشباب بالفزعة لدفعهم إلى الوصول إلى كرسي مجلس الأمة فمنهم من سيحتاج «نتعة» بسيطة وبعضهم سيطلب أن تدفعوه الى أن يصل وسيكون حال من يدفعهم حالنا حين كنا ندفع السيارات ولا نركبها!

من يساعد الطامعين للوصول إلى كراسي البرلمان لا يتعدى دوره دور من يدفع بتلك السيارات لتشتغل ولكن هل ستكون مواصفات المرشحين مشابهة لسخونة وبرودة خلفيات السيارات التي تتعرض للغبار والشمس صيفا والأمطار والبرودة في الشتاء طوال اليوم.

هناك بعض المرشحين سيكونون مثل السيارات الأوتوماتيكية وسيطلب منكم دفعه من الآن ولن يكتفي «بنتعة» بسيطة حتى يصل إلى الكرسي وحينها سيغير جلده عليكم وينساكم وسيدفعه منصبه في التشريع ليكون من أصحاب الأموال ويتغير كل شيء في حياته.

أدام الله ترك المجال للشباب ليكونوا هم نواب الأمة ولا دام من يريدهم وسيلة لدفعه إلى الوصول إلى البرلمان.

saad.almotish@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.