حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا أستطيع تصديق فكرة إقدام السلطة على تغيير النظام الانتخابي منفردة عبر مرسوم ضرورة، فمن المؤكد أن السلطة تعرف تماما أن هذه الخطوة غير مقبولة شعبيا، وأنها قد تفتح باب المواجهة بينها وبين جمهور معارض كبير قد يجبرها في نهاية المطاف على التراجع وخسارة الكثير من رصيدها.
وفي محاولة لتفسير موقف السلطة الحالي، أرى أن السلطة تريد إقناع الناس دائما بأنها تملك ناصية القرار وأنها لا تخضع للضغط الشعبي المعارض وأنها تحتفظ باستقلالية تامة، ومتى ما توهمت السلطة أن هذا الانطباع قد ترسخ في أذهان الناس، تتراجع عن الفكرة وتنزع فتيل المواجهة، فالمهم هو (إثبات) أن السلطة «قوية» وأنها تملك القدرة على اتخاذ القرار الذي تريد. وفي تقديري الشخصي، وحتى لحظة كتابة هذا المقال أيضا، ثبت في يقين الرأي العام ما تريد السلطة تثبيته. إلا أن الصورة ليست بهذا النقاء، فقد ترسخ في يقين الرأي العام أيضا فكرة أخرى وهي أن للسيد جاسم الخرافي نفوذا وتأثيرا كبيرا جدا على السلطة، وأن السلطة تنفذ مشروع الخرافي لا مشروعها. إن الضرر الناجم عن هذا الانطباع الأخير يفوق الفائدة الناتجة عن محاولة إثبات «قوة» السلطة وقدرتها على اتخاذ القرارات.
أما إذا كان الأمر يتعدى مجرد إثبات «القوة»، وصدر مرسوم ضرورة يتضمن التعديل الانتخابي فعلا، فإن هذه مغامرة سياسية غير محسوبة سوف تحدث شرخا في العلاقة السياسية بين الشيوخ والشعب على المدى القريب.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق