داود البصري: الإعلام الكويتي ومتغيرات المرحلة المقبلة

 

في الكويت اليوم حراك سياسي وإقتصادي و إجتماعي كبير جدا تعبر عنه حالات المواقف السياسية المتصارعة و الحراك النقابي و الإعلامي الحاد و الذي أفرز مواقف وصراعات حادة ولكنها تصب في النهاية في مصلحة تطور المشهدين الإعلامي و السياسي في الكويت التي تعيش على إيقاعات و سياقات تنموية حادة تعيد للإذهان قصة الصعود الكويتي في ستينات و سبعينات القرن الماضي , وهي قصة أنتجت إبداعا و فنا كويتيين تجاوزا نطاقهما المحلي و القومي أيضا و أضحيا ظاهرة حضارية إبداعية ساهمت في صياغة عقودها الإبداعية طاقات وطنية كويتية في مختلف المجالات الفنية و الأدبية , ومع التطور العالمي المدهش في وسائل الإتصال الجماهيري وخروج الإعلام من دائرة التوجيه الضيقة كما كان يحصل في الماضي واصل الإعلام الكويتي تألقه رغم فترات إنحسار ثانوية لا نستطيع توصيفها سوى بكونها مجرد وقفات تعبوية لتقييم المشهد ودراسة الساحة ثم الإعداد العلمي و التقني و الفكري للتواصل مع المرحلة الجديدة وهي مرحلة التنمية الوطنية الشاملة التي خطط لأركانها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد , إضافة إلى الدور الإقليمي و الدولي و القاري الكبير الذي تضطلع الكويت بمسؤوليته مع إقتراب أوان عقد مؤتمر القمة الآسيوية في الكويت في أكتوبر المقبل وهي أول قمة آسيوية في التاريخ ستكون دولة الكويت محورا لنشاطاتها القارية و الدولية مع ما يتطلبه ذلك من جهود تنظيمية كبرى على مستوى الإدارة و الإعلام وحشد كل الطاقات الوطنية الكويتية من أجل إنجاح تلك الفعالية و التظاهرة القارية المهمة و التي سيكون لنجاحها تأثير كبير على التنمية الإنسانية في القارة الآسيوية وعلى دور الكويت الدولي الفاعل فيها , وتتحمل وزارة الإعلام الكويتية في حلتها التنظيمية و الإدارية الجديدة و تحت إدارة وكيل الوزارة الشاب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح مسؤولية مهنية كبرى في إعادة تنظيم و هيكلة الوزارة و تنشيط خلاياها و تجديدها وضخ الدماء الشابة فيها وهي مهمة حققها بنجاح وكيل الوزارة عبر اسلوب العمل المباشر و العطاء في تخصيص الزمن المفتوح لتحقيق التطلعات و المتغيرات , فساعات العمل الطويلة و الإصرار على النجاح و تحقيق الوعود الأميرية بنقل الكويت إلى افاق تنموية جديدة هو الهاجس الأكبر لأعلى الهرم القيادي في وزارة الإعلام و التي تشهد أروقتها وإداراتها نشاطات يومية وعملية مهمة للغاية وقد كانت مبادرة السيد محمد عبد المحسن العواش وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة بإعادة تنشيط الذاكرة التاريخية لإذاعة دولة الكويت عبر إعادة طبع و توزيع الأعمال الفنية الموسيقية الكويتية الخالدة سواء لمبدعين كويتيين من الرواد الأوائل الذين نشروا خارطة الكويت على أسماع الدنيا كعبد اللطيف الكويتي و محمود الكويتي وعوض دوخي و سعود الراشد و أحمد باقر , إضافة إلى الفنانين العرب الذين أنشدوا و تغنوا بأنغام كويتية مثل عبدالحليم حافظ وفايزة احمد و نجاة ووديع الصافي ونجاح سلام وغيرهم , وهي ملاحم فنية خالدة ستظل عنوانا لنهضة وطنية كويتية ستتجدد صفحاتها بهمة الشباب الكويتي الجديد المتواصل في عطائه مع عطاء الرواد , في الإعلام الكويتي اليوم حركة ديناميكية نشطة ستظهر نتائجها قريبا و بما سيعزز من الدور الكويتي الإقليمي و الفاعل , فالإعلام هو الواجهة الرئيسية لكل المنجزات وقد أحسن إختيار رجال المرحلة الإعلامية الراهنة في الكويت.. وهم الذين سيعيدون بالتأكيد تكريس الصورة الحضارية و المتطورة للتجربة الكويتية التي أنتجت كل جديد وحولت الكويت إلى جوهرة تتلألأ في دنيا الخليج العربي , وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.