المطالبة بالإصلاح مطالبة مشروعة وطبيعية ومستمرة على الدوام. فالإصلاح مسيرة لا تتوقف، وتلك طبيعة الأشياء والأمور، فالحياة تتجدد والعصور تتبدل. غير أن هذه المطالبة الشعبية لابد أن تشمل «مجلس الأمة» أيضا، فهو ليس استثناء منها بعد ان ثبت للكويتيين عبر زمن مديد أن العمل البرلماني في بلادهم لديه من الأخطاء ما تعجز عن حمله البعارين.
السكوت عن أخطاء البرلمان خطر ماحق. فالبرلمان ليس ناديا رياضيا أو ديوانية أو جماعة سياسية، بل هو سلطة من سلطات ثلاث تشكل عصب الجهد الحكومي لإدارة البلاد ولا مفر من إصلاح وتحصين هذه السلطة التشريعية عن طريق تحصين الناخبين الذين هم أساس الندوة البرلمانية وهم الذين يختارون ممثليهم في البرلمان.
إصلاح البرلمان ينبغي أن يبدأ من المنبع وأقصد عملية الاقتراع. فقبل أن نلوم النواب أو الناخبين يجب فحص عملية الاقتراع وتشخيصها فربما تكمن العلّة فيها. ذلك أن الأصوات الأربعة التي يمتلكها الناخب تدفع به إلى ممارسة ترف الاقتراع. فصوت لمرشح يمثلني وثلاثة أصوات أوزعها على «الحبايب» حتى وصلت النار للبرلمان وأصبح المسكين يخبط في علته.
الصوت الواحد كمثل الخط المستقيم بين نقطتين هو أقصر الطرق وأوضحها. يحصن البلاد من لعنة ترف الاقتراع التي أضرت بالعمل البرلماني وحرفته عن جادته السليمة.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق