استضاف الصالون الإعلامي في ندوته أمس الأول الدكتور طلال أبو غزالة رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبو غزالة في لقاء جمعه مع عدد من الصحافيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام تناول فيها عدة أمور وقضايا مختلفة.
ففي البداية تحدث د/طلال أبو غزالة عن علاقته بالكويت وبداياته الأولى فيها منذ أن قدم إليها في العام 1960 مؤكدا أنه قضى فيها أسعد أيام حياته وإن كانت تغلفها المعاناة في بدايتها، “إلا أن المعاناة دائما ما تخلق تحديا لدى المرء وتجعله يكافح من أجل أن يحول هذه المعاناة إلى نجاحات”.
وقال “كانت رسالتي التي أحاول ان أصل بها إلى العالم أن اللاجئ الفلسطيني يستطيع أن يبني حياته ويؤسس نجاحه في أي مكان، وتجربتي في الكويت خلقت لدي تحديا صلبا لإثبات ذلك خصوصا وأنني كتبت رسائل إلى كل الدنيا كي أحصل على وظيفة وكلها قوبلت بالرفض، والكويت هي الدولة الوحيدة التي فتحت لي أبوابها”
وأضاف أبو غزالة أنه وجد تحقيق الحلم في الكويت سهلا خصوصا وأنه حصل على مميزات أكثر من الكويتيين أنفسهم على حد قوله.
وحول الأزمة المالية العالمية أشار أبو غزالة أن السبب فيها وفي أزمات أخرى هو عدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ قرار واحد خصوصا بعد صعود الصين وروسيا، وهناك تقديرات تقول بأن 2013 ستكون أسوأ ولكني أري أنه أمامنا عشر سنوات على الأقل لإصلاح الأوضاع الاقتصادية في العالم، إذا كان الاقتراض مقترنا بوجود إنتاج قادر على تسديد القرض فهذا أمر مقبول اما اقتراض بلا إنتاج فهنا الخطر.
واشار أبو غزالة إلى أن الانطلاقة الحقيقية لمجموعة أبو غزالة للملكية الفكرية التي تعتبر الأكبر في العالم كانت عندما قابل سفير الكويت في واشنطن في العام 74 الشيخ صباح السالم الذي كان له فضل كبير حيث قام بدعوة كل الشركات وممثليها على العشاء عنده لتعريفهم بأبو غزالة وشركته، الأمر الذي فتح الأبواب أمام انطلاقة قوية للمجموعة.
واضاف أبو غزالة ان معرفتي بالمغفور له سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله كانت من خلال موقف معين متعلق بالعلامة التجارية لشركة ما، إلا أن هذا الموقف أثبت أن البساطة والعدل والديمقراطية في الكويت من أهم مميزات هذا المجتمع.
وفيما يتعلق بالملكية الفكرية أكد أبو غزالة أنه إذا لم تكن هناك حماية للملكية الفكرية فلن يكون هناك تقدم ولا استثمار ناجح، وكل ما شهده العالم من تطور في المجالات المختلفة هو بسبب حماية الملكية الفكرية.
وحول موازين القوى العالمية أكد أبو غزالة أن العالم سيشهد تغييرا جذريا على المستوى الاقتصادي وكذلك فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، وهناك ثلاثة مناطق للفوائض في العالم هي الصين وروسيا والخليج العربي، واضاف أنه خلال عشر سنوات ستكون الدول السبع الكبرى في العالم من الماضي وستتغير خارطة العالم الاقتصادية والسياسية كذلك.
واشار إلى أن الصعود المتوقع على مستوى مراكز القوى في العالم سيكون للدول الأكثر سكانا، وسيشهد العالم أيضا تكتلات جديدة ولنتذكر أسماء الصين وروسيا والهند والبرازيل. وقال “حتى أن هناك بعض الآراء التي تقول بافتعال حرب مع الصين للحد من نموها الاقتصادي الرهيب والحيلولة دون سيطرتها على العالم!”
من ناحية أخرى لفت إلى انه مازال حكامنا العرب لم يحسموا مواقفهم في أي اتجاه سينحازون، فالعالم يتغير ونحن كعرب دائما نصل إلى الحفلات متأخرين!
وقدم أبو غزالة مثالا لدولة فلندا مقارنة بالأردن فالدولتين يشبهان بعضهما البعض في عدد السكان وفقر الموارد إلا أن فلندا استطاعت أن تصل بالناتج القوي إلى 266 مليار دولار بينما الأردن 30 مليار دولار فقط! مشيرا إلى أن أكبر شركة في العالم كله هي شركة لا تبيع منتجات وإنما تبيع معلومات وهي شركة جوجل.
وحول رؤيته للاقتصاد الكويتي قال أبو غزالة ” لست متفائلا وأقول ذلك لمحبتي للكويت، يجب أن تتغير الثقافة من الاستهلاك إلى الانتاج”
وفيما يتعلق بالمسئولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات أكد أبو غزالة أن كل من يعمل في أي عمل عليه مسئولية اجتماعية تجاه مجتمعه لأن المجتمع شريكه في النجاح الذي حققه، وأوضح أن مجموعة أبو غزالة قدمت منحة دراسية لألف طالب فلسطيني في إطار مسئولية المجموعة الاجتماعية.
واختتم الدكتور طلال أبو غزالة لقاءه بالإعلان عن إنشاء مركز لتعليم تقنيات المعلومات والاتصال بالتعاون مع هيئة الملتقى الإعلامي العربي في الكويت.
قم بكتابة اول تعليق