أكد نائب وزير شؤون الديوان الأميري نائب رئيس مجلس أمناء مكتب الشهيد الشيخ علي الجراح أن مواصلة المسيرة في رعاية أبناء الشهداء والعناية بهم وتشجيعهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة وتسهيل ما يعترضهم من عقبات كي يساهموا في بناء كويت المستقبل لتكون بلدا زاهرا آمنا يعيش أبناؤه فيه بعزة وكرامة وافتخار، وذلك عملا بتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
كلام الجراح جاء خلال تمثيله وزير شؤون الديوان الأميري رئيس مجلس أمناء المكتب الشيخ ناصر صباح الأحمد في رعاية حفل تكريم أبناء الشهداء الفائقين للعام الدراسي 2011 – 2012 الذي أقامه مكتب الشهيد التابع للديوان الأميري في مسرح الشيخ صباح السالم الصباح في جامعة الكويت بحضور الوكيل المساعد المدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الأمير ومسؤولي المكتب وأولياء الأمور.
وقال الجراح في كلمة له خلال الحفل: إن ذكرى شهداء الكويت كانت وستظل حية في نفوس الكويتيين وهم المثل الأعلى لكل تضحية، لافتا الى ان شهداء الكويت الذين بذلوا أرواحهم فداء لهذا الوطن العزيز «ستظل ذكراهم حية في نفوسنا، وستبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة كل مواطن فهم المثل الأعلى لكل تضحية».
وأضاف «اليوم إذ نكرم أبناء شهداء الكويت المتفوقين يجب ألا يغيب عن بالنا ان الاستشهاد في سبيل الوطن لا يدل على التضحية والفداء فحسب، بل يدل على محبة الوطن والإخلاص له في أسمى معانيه أيضا»، مشيرا الى ان الإخلاص والولاء الحق «لهذه الأرض الطيبة ارض الوطن العزيز هو الدافع الى ان يبذل المرء نفسه وروحه لها وقت الشدائد والمحن».
ودعا الجراح ابناء الشهداء الى ان يتخذوا من آبائهم الأبطال الشهداء «خير مثل لكم بل يجب ان يكونوا لكم المثل الاعلى» مبينا ان ذلك يلقي عليهم مسؤولية الإخلاص للوطن وان تتغلغل محبته في نفوسهم لكي يكون عطاؤهم له كبيرا بقدر محبتهم وإخلاصهم له.
وأكد ان «الكويت عزيزة على كل نفس وعلى كل مواطن مخلص يفهم ويقدر معاني المواطنة وموالاتها».
ووجه حديثه للمكرمين قائلا «وانتم أيها الابناء قد سطر لكم آباؤكم بحروف من نور معاني الاخلاص والوفاء والتضحية» مثنيا على الجهود الكبيرة التي بذلها المسؤولون في مكتب الشهيد من اهتمام ورعاية وعمل متواصل ليحقق الابناء هذا التفوق والتميز.
بدورها هنأت الوكيل المساعد لشؤون الديوان الاميري المدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الامير الطلبة الفائقين على النجاح الذي حققوه، معتبرة اياه مقدمة لتحقيق النجاح في كل مناحي الحياة، لافتة الى ان هذا التفوق دليل على سير الأبناء على نهج آبائهم الذين كان الإخلاص رائدهم والولاء طبعهم والعطاء طريقهم.
وقالت ان «صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد طالبنا بالعمل لكي تعتلي الكويت مكانتها السامية ومجدها السامق، ولن يتأتى ذلك إلا بتفعيل حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه والتمسك بالوحدة الوطنية وترجمة شعار الولاء للوطن الى سلوك ملموس».
وشكرت الأمير القائمين على مسيرة مكتب الشهيد وما يقومون به من رعاية شاملة أثمرت تفوقا وتقدما على طريق العلم واكتساب المعرفة.
وفي كلمة أولياء الأمور الفائقين أشادت د.أمل العوضي زوجة الشهيد حمد يوسف السلطان بهذا الحفل وقالت «انه يأتي تكريما لمكانة العلم وتشجيعا وتقديرا لأبنائنا وبناتنا الذين بذلوا الجهود وحققوا التفوق وحصدوا النتائج بفضل الرعاية الابوية التي يلقونها من صاحب السمو الأمير، حيث يحيط سموه برعايته أسر الشهداء في كل مناحي الحياة مما يحقق الاطمئنان والاستقرار».
ولفتت الى ان الجهود التي يقوم بها القيمون على المكتب حولت تلك الرعاية السامية الى واقع ملموس يظهر في تفوق الابناء ورفع راية الكويت والاستعداد الدائم للدفاع عن أرضه والتضحية من أجله.
وأوضحت ان رعاية مكتب الشهيد لا تقتصر على الأبناء، بل تشمل توفير كل ما تحتاجه الأسر من أوجه رعاية اجتماعية وصحية وسكنية ودراسية وتربوية ومادية وقانونية وترفيهية مشيدة بوضع المكتب لخطة زمنية مبرمجة لمساعدة المستحقين من أسر الشهداء في الحصول على الجنسية الكويتية وإعفائهم من قيمة المنازل الحكومية والحصول على الاولوية في التوظيف في وزارات الدولة ومؤسستها.
وكان للأبناء الفائقين كلمة ألقاها الملازم حمد أحمد عبدالهادي، لافتا الى ان «أبناء الشهداء المتفوقين عاقدون العزم على المضي قدما في طريق اكتساب العلم والمعرفة لنحقق ما يتمناه صاحب السمو الأمير من إعداد جيل قادر على الاضطلاع بمسؤولياته ومعززا بالعلم والمعرفة».
وأضاف «وان كنا فقدنا آباءنا دفاعا عن ثرى الكويت، إلا أننا نجد الرعاية الأبوية التامة من لدن صاحب السمو الأمير التي تقف وراء ما حققناه من تفوق في الدراسة» معاهدا سموه «بأن نستمر على العمل جادين مخلصين في طريق التقدم والتفوق، وأن نكون كما كان آباؤنا جنودا في خدمة الكويت، وأن نكون قادرين على رد جزء من رعاية سموكم الدائمة فنبني صرح العلم ونواكب التقدم العلمي ونسهم في جعل الكويت تتبوأ أعلى المراتب مع الدول المتقدمة».
من أجواء الحفل
بدأ الحفل بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم واختتم بصورة تذكارية مع ممثل راعي الحفل وبقطع كيكة النجاح والتفوق.
تخلل الحفل فقرة الشعر وألقاها الشاعر حماد ساير الشمري، كما تم عرض فيلم مصور تحت عنوان «رعاية أميرنا سر تفوقنا» حيث عرض لزيارة الأبناء لسموه وكلمات سموه ووصاياه لهم وحثهم على المتابعة الى مزيد من التفوق لتكملة المسيرة التي بدأها آباءهم.
قدم محمد ابن الشهيد صلاح الرفاعي فقرة «ثمرة الرعاية» الذي عرض فيها تجربته في التفوق والنجاح وكيف أن الرعاية الدائمة من قبل صاحب السمو الأمير وتحفيزه الدائم دفعاه الى تحقيق أعلى المراكز في الاختراع والإبداع بمشاركته بعدة جوائز ومسابقات علمية استطاع ان يتبوأ بها المراكز الأولى ومنها برنامج نجوم العلوم وأحد المؤتمرات العلمية في لندن.
شهد الحفل تكريم المتميزين من أبناء الشهداء في المجالات العلمية والأدبية والرياضية والفنية بالإضافة إلى تكريم نحو 85 طالبا وطالبة بدرجة امتياز وجيد جدا.
تميز الحفل بدقة التنظيم وبالأداء المتميز لمقدميه من أبناء الشهداء، كما تميز بتوزيع المكتب لسجل خاص بالمتفوقين واحصائيات حول أعدادهم ومراتبهم، كما تم جمع استبيان من الحضور لمعرفة آرائهم في الحفل وفقراته وتنظيمه.
المصدر “الانباء”

قم بكتابة اول تعليق