لكل من يطالب بحكومة شعبية في الكويت أو في الخليج العربي عليه أن يفكر جيدا ما نتاج تلك الحكومات الشعبية في بعض دول العالم وأن ينتبهوا إلى من يطالب بها، وعليه أن يسأل عن المثال العربي الذي يريد تطبيقه على الكويت.
في مصر كان نظام الحكم ملكيا، وكانت مصر من أغنى بلدان العالم، وحين أتاها حكم العسكر شاهدتم ماذا حل بها، وأصبحت تطلب المساعدات من دول العالم، واحتفظ العسكر بالسلطة منذ الخمسينيات، وكلنا يعرف القصص وما فعلوه طوال تلك السنوات بالشعب المصري.
سورية وباسم الشعب يتسلم السلطة حافظ الأسد ويحولها الى ملكية خاصة له ولشقيقه رفعت ومن ثم لأبناء قريته القرداحة، واليوم يشاهد العالم ما هي الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري الذي ساعده في التفرد بها حتى ورثها لابنه البار بشعبه لأنه سيدخل السوريين الجنة كشهداء!
في العراق، ابتدع نظام البعث طريقة جديدة لمقابر الشعب المعترض عليه وأصبحت شواهد القبور أرقاما حفرها من وصل إلى سدة الحكم عن طريق الشعب بعد أن تمت تصفية رفقاء الثورة الشعبية وأصبح أغنى بلد عربي بموارده هو أكبر بلد لديه لاجئون خارجه.
كل البلدان العربية التي قامت فيها الثورات (اليمن، ليبيا، الجزائر، تونس) قامت تلك الثورات على ظهر الشعوب ولكن الحصيلة النهائية للشعب لم تكن إلا العوز والحاجة التي سببها من نهب البلد حين وصل إلى السلطة ورفض تسليمها للشعب وقتل من يعترض عليه أو هاجر ليعمل في خارج بلده.
الحالة الوحيدة المستثناة في الثورات العربية هي الحالة السودانية التي تخلى فيها سوار الذهب عن الحكم وسلم البلد للانتخابات الأهلية وليته لم يفعل فلولا التفرد بالسلطة الذي مارسه من تسلم السودان (البشير) لما انفصل جنوبه عنه.
وقبل أن يقول أحدهم إن النماذج السيئة لا يحتذى بها واطلبوا منه أي مثال أوروبي متطور ونزيه وحر يريد وحينها اسألوه: هل تريد المثال الدنماركي أو السويدي أو الفرنسي الذي يسمح فيه قانونهم الحق بالإساءة للأنبياء عليهم السلام والتطاول حتى على رب العالمين ويعطيهم نظامهم الحق لزواج المثليين وبعض القوانين التي نخجل من ذكرها؟!
أدام الله نظم الحكم في الخليج العربي ولا أدام نظم حكم ثورية تقتل شعبها وتبدد ثرواته.
Saad.almotish@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق