«ندوة النائب السابق سالم النملان مساء أمس أسقطت القيود الاجتماعية التي كانت تحول دون توجيه الخطاب المعارض إلى رئيس الدولة مباشرة، وندوة الإثنين في ساحة الإرادة، سوف يقال فيها آخر الكلام، وسوف يقال ما لم يخطر على بال الشيوخ». المقطع السابق هو كلام المحامي محمد عبدالقادر الجاسم، ومن الواضح أن الجاسم هو عراب فكرة التخلي عن مهاجمة الحكومة أو رئيس الوزراء جابر المبارك، أو استخدام مصطلحات ضمنية مثل «السلطة» والتوجه بشكل مباشر لاستهداف الأمير أو كما يسميه الجاسم «رئيس الدولة»، وكان ذلك جلياً في مخاطبة جميع المتحدثين في ندوة النملان لسمو الأمير، وهو ما يدل أن المتحدثين «يرددون» ما تم تحفيظهم من قبل رجل «العرائس». من الواضح أيضاً أن الجاسم يعرف ما سيقال يوم الإثنين القادم في ساحة الإرادة من كلام «لم يخطر على بال الشيوخ»، وهو ما يؤكد أن محمد عبدالقادر الجاسم هو مايسترو كتلة الأغلبية في الوقت الحالي، وأن ما سيقال سيفوق ما قيل.
من خلال استهداف نواب كتلة الأغلبية للأمير بشكل مباشر وبعبارات لا تخلو من التهديد والوعيد نكون قد دخلنا في مرحلة مختلفة من التصعيد، وهذا يعني أن جميع الخطوط الحمراء قد سقطت، وهو ما يوحي بأن جماعة «الأغلبية» يستحثون الصدام مع السلطة، وكان ذلك واضحاً من خلال الإصرار على إقامة ندوة يوم الأربعاء خارج ديوان سالم النملان، وكأن ذلك نوع من التحدي الصريح للسلطة واستدراجها للمواجهة الأمنية.
ما حدث في ديوان النملان يكشف عن المأزق الذي تعيشه السلطة، فهي لا تريد أن تكرر الخطأ الفادح الذي ارتكبته في ديوان الحربش، وهو الخطأ الذي جر عليها الويلات ومعه تتالت الأخطاء والنكسات، ولكن السلطة لا تريد أيضاً أن تظهر بمظهر المستسلم بشكل كامل لتحركات «الأغلبية»، ولا تريد أن تفقد كامل هيبتها المهلهلة، و»بين حانا ومانا ضاعت لحى السلطة».
بعد أن دخلنا في منعطف خطر للغاية على السلطة أن تحسب حساباتها بشكل دقيق لأن أرتكاب أية أخطاء جديدة في الحسابات قد تؤدي إلى نتائج كارثية، فليس في كل مرة تسلم الجرة. في المقابل على صقور الأغلبية أن يتعقلوا قليلاً وألا ينساقوا وراء أفكار ومخططات محمد عبدالقادر الجاسم الكارثية، لأن هذه الأفكار قد تقودنا إلى ما لا تحمد عقباه، ومن يعرف تاريخ الجاسم السياسي «المشرف» لا يمكن أن يثق بمقاصده «البريئة» في دفع الأزمة إلى التفجر. على الجميع أن يربطوا الأحزمة جيداً، فنحن نمر في مرحلة مطبات سياسية عنيفة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق